غادرت المطربة وردة بلدها الجزائر، واختارت مصر لتعيش هناك وترسم من خلال إقامتها فيها مسيرة ذهبية. لم تجد وردة في بلدها الأطر اللازمة التي تخوّلها دخول دائرة النجومية. اشتهرت بأغان مصرية عدّة، أبعدتها عن لهجتها الأم، حتى نسي الكثيرون أصلها، واعتقدوا أن زوجة الراحل بليغ حمدي هي مصرية المولد والمنشأ. وردة كانت فاتحة الطريق أمام الكثيرين من أصحاب الحناجر اللافتة في منطقة المغرب العربي. كما إنها لم تكن الوحيدة التي تركت الجزائر لتحصد النجومية في بلد عربي شقيق. ها هي فلّة التي ذاقت طعم الشهرة عربياً حينما قدمت دويتو مع وليد توفيق في أغنية"يا ليل". بحثت فلّة عن الشهرة والنجومية، فوجدتها أولاً في مصر قبل أن تنتقل أخيراً وتستقرّ في بيروت. وتقول فلّة:"أنا على يقين أن الجزائر في ظروفها الراهنة لا تصنع نجماً. فضلاً عن ذلك شباب الفن الجزائري مثل رشيد طه والشاب خالد والشاب مامي وغيرهم، كانت انطلاقتهم من باريس وليس الجزائر". ومن الجزائر إلى تونس، قررت لطيفة أن تحصد النجومية فتركت البلاد الخضراء وتوجهت إلى مصر حيث درست الموسيقى وتعاملت مع عدد من أبرز شعراء بلاد النيل وملحنيها. وفي وقت، كانت القاهرة خيار الراحلة ذكرى أيضاً، قرر صابر الرباعي الانطلاق من بيروت، وشكّل"ستار أكاديمي"فرصة ذهبية لمواطنه احمد الشريف الذي اختار بيروت أيضاً للانطلاقة. وهنا تجدر الإشارة إلى أن جمهور تونس الذوّاق والأصوات الجيدة التي يفرزها، بات مقصداً لبرامج اكتشاف الهواة، وها هو"سوبر ستار"الذي يبدأ بعد أيام يستضيف في نسخته الثالثة عدداً كبيراً من المشتركين التونسيين. من ليبيا، هاجر الشاب جيلاني إلى بيروت كي يصبح مغنياً، وكذلك عمل ايمن الاعتر، سوبر ستار العرب 2004، الذي أطلق قبل أيام ألبومه الأول"بحبك". والاثنان اشتكيا من غياب شركات الإنتاج والتوزيع في بلدهما. من المغرب، هاجرت سميرة بن سعيد إلى مصر، وكذلك المغنية ليلى غفران، وقصدت حسنة باريس حيث شاركت الغناء في بعض الفرق الموسيقية التي لم تضف شيئاً يذكر إلى رصيدها الفني قبل أن تنتقل إلى بيروت حيث شكل انضمامها إلى شركة"روتانا"انطلاقتها الفعلية. كما إن صوفيا المريخ، نجمة"ستار أكاديمي"، اشتركت في البرنامج بحثاً عن الشهرة، وهي الآن بصدد التحضير لألبومها الغنائي. وبين البلدان المغاربية تبقى موريتانيا خارج الحضور الفني، وتردد أن راغب علامة سيزورها وهذا بالنسبة إلى الكثيرين أشبه بالفتح الفني. لا شكّ في أن بلدان المغرب العربي لا تملك الأطر التي تروج لفنانيها، على رغم أصواتهم المتميزة. وإذ كان الجزائريون استطاعوا أن يشهروا الأغنية الجزائرية"الراي"، بفضل مساعدة الشركات الفرنسية والأوروبية، فسائر الأنماط الغنائية المغاربية لا تزال في إطار البحث عمّن يجعلها منتشرة. وإذا كانت بعض الشركات العربية تسهم في الترويج للمغنين المغاربة، لكن الأمر ليس سيّان بالنسبة إلى الأغاني المغاربية، علماً أن بعضهم مثل لطيفة وصابر الرباعي وأحمد الشريف وحسنة، أسهم في نشر تلك الأغنية وطقوسها عبر أعمالهم، وها هي صوفيا المريخ تقدم أغنية مغربية في ألبومها الذي يصدر قريباً. تبقى الأغنية المغاربية في انتظار أن تهتم بها الفضائيات التي تغزو كل شيء.