حذرت الحكومة الانتقالية في الصومال مجدداً من مخاوفها من تحول بلادها إلى"بؤرة تجمع"للإرهابيين من أنحاء العالم. واتهم وزير الخارجية الصومالي عبدالله حسن شيخ، العالم الإسلامي بانه يعيش حالة من عدم الوعي والإدارك"حتى بات الإرهاب اليوم واقعاً مراً لدينا في الصومال وفي بلدان إسلامية أخرى". واعتبر أن حاجة بلاده إلى قوات إسلامية ودولية مطلب ملح"ونحن نرحب، بل نتمنى سرعة توافد تلك القوات لحماية الأمن في بلادنا، وتطهيرها من الجيوب المشبوهة لجماعات مسلحة مشبوهة وخطرة". واعتبر الوزير الصومالي في حديث إلى"الحياة"ان بلاده ظفرت باهتمام إسلامي في قمة مكة الاستثنائية"اعتبره شخصياً انجازاً للقضية الصومالية". لكن ما هو هذا الإنجاز؟"حصلنا على عبارة في سياق البيان الختامي تدعو إلى دعم الحكومة الانتقالية في إعادة الاستقرار والاسهام في إعادة الإعمار". ونتيجة للحروب الأهلية الطاحنة على مدى 14 عاماً، بحسب الوزير شيخ، فإن البنية التحتية لبلاده تم تدميرها ولحقها الخراب. وأكد ان تلك الحروب المعروفة في العالم تسببت في إحداث حالة فراغ سياسي وأمني، لا ينعكس خطرها على الشأن الداخلي الصومالي فقط"بل اننا نخشى امتدادها لدول الجوار وبلدان أخرى من العالم، اذ لا يمكننا التأكد ممن يستغلون هذه الحالة للاختباء في بلادنا". ويقول إنهم كثيراً ما اطلقوا التصريحات المحذرة من الوضع الداخلي"لكن للأسف قوبلت تصريحاتنا بالتجاهل من العالم الإسلامي، الذي يعيش حالة عدم وعي وإدراك". ويضيف قائلاً:"لذلك أصبح العمل الإسلامي المشترك الذي تركز على تقويته قمة مكة ضرورة ملحة، لدرء الاخطار المحيطة بكثير من الدول الإسلامية". وعن رأيه تجاه ما طرح على مداولات التحضير للقمة، وما ستناقشه وتقره قال:"كانت مواضيع مهمة تلامس قضايا الدول الأفريقية والإسلامية ككل". و بشأن استقرار الوضع السياسي في الصومال، أشار إلى أن هناك ثلاثة واجبات لا بد من تطبيقها لتحقيق ذلك الاستقرار. وقال:"لدينا الواجب الوطني، وهو ما تقوم بها الحكومة الانتقالية الحالية. والواجب الاسلامي وهو ما يجب ان تقوم به الدول الاسلامية مدعمة بقرارت القمة. والواجب الدولي وهو ما يجب ان تقوم به الاسرة الدولية ككل". واوضح انه لا يمكن اعادة البناء ومحاربة الارهاب وخلق الاستقرار في ظل عدم وجود دعم مالي كاف من الدول الاسلامية والدول الاخرى، ومن دون وجود قوات اسلامية ودولية مشتركة. من جانبه، أعرب وزير خارجية الفيليبين الدكتور ألبيرتو رومولو عن تفاؤله بالمحادثات التي جرت أمس بين الدول المشاركة في القمة. والبيرتو واحد من الذين شاركوا في القمة عبر تقنية الربط التلفزيوني بين القاعة الرئيسة في قصر الصفا مع قاعة قصر المؤتمرات في جدة والتي خُصصت لغير المسلمين. ووصف أعمال القمة بالجيدة، ممتدحاً دور منظمة المؤتمر الإسلامي وجهودها في الإعداد إلى ما تم بحثه في القمة. وعبر عن سعادته في مشاركة جبهة مورو الوطنية التحريرية، مكرراً الشكر للمنظمة ودولها لتفاعلهم مع مساعي السلام والمحادثات مع جبهة مورو. مرجحاً أن تنتهي"محادثات السلام"السنة المقبلة بتوقيع معاهدة السلام. والوزير الفيليبيني أشار إلى وجود دعم سعودي لعملية السلام. كما خص دور برونايوماليزيا في موضوع الجبهة الإسلامية وكذلك دور أندونيسيا مع الجبهة الوطنية. وتحدث رومولو عن عدم وجود تعاون مع الحكومة السعودية في مجال مكافحة الإرهاب أو الاتصال معها لتبادل مطلوبين. وأشار إلى وجود مليون عامل فيليبيني يعيشون في السعودية، يتم التنسيق مع السلطات السعودية لتطوير أوضاعهم.