لمح الأمين العام المساعد للجامعة العربية أحمد بن حلي الى اتصالات يجريها الوفد الذي يرأسه مع المقاومة العراقية في بغداد. وقال في تصريحات الى"الحياة" إنها"تمثل قوى فاعلة على الأرض ونرحب بها في مؤتمر القاهرة". وأعلن الزعيم الشيعي مقتدى الصدر أنه لن يحضر المؤتمر إلا إذا عقد في العراق. وفيما شدد بن حلي على استبعاد الارهابيين من اللقاء، اطلق تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي أمس"غزوة ثأر"غرب العراق، بعد انتهاء المهلة التي حددها للقوات الأميركية كي توقف عملية"الستار الفولاذي"قرب الحدود السورية. وقتل 18 عراقياً بينهم ثلاثة ضباط وأربعة جنود اميركيين، واغتال مسلحون محامي نائب الرئيس السابق طه ياسين رمضان وجرحوا زميلاً له، ما عزز مطالبة هيئة الدفاع عن الرئيس السابق صدام حسين بنقل المحاكمة الى خارج العراق لأنها"لا يمكن ان تكون عادلة وسط هذه الظروف الأمنية". الى ذلك، أصدر مجلس الأمن أمس بالاجماع قراراً يمدد مهمة القوات المتعددة الجنسية في العراق سنة أخرى. بن حلي ونفى بن حلي أن يكون أجرى اتصالات مع رموز النظام السابق. وقال إن لقاءاته الراهنة في بغداد التي تمت في اطار استكمال الحوار، شملت كل القوى السياسية ووجهاء العشائر وقادة الرأي والشخصيات التي لها نفوذ في المجتمع، موضحاً أن"العراقيين وحدهم أصحاب القرار في ترشيح ممثليهم في مؤتمر القاهرة التمهيدي، وهم اصحاب الكلمة في اختيار ورقة العمل، شرط ان تتفق كل القوى الفاعلة والنافذة على التفاصيل. أما دور الجامعة فينحصر في دعم خيارات العراقيين والمسار السياسي في بلادهم". وعن المعلومات المتسربة عن لقائه ممثلين للمقاومة، قال إن"تفاصيل هذا الموضوع حساسة ولا يمكن الكشف عنها في الوقت الحاضر". لكنه اضاف ان"المقاومة قوة فاعلة على الأرض ونرحب بها في مؤتمر المصالحة"، وشدد على استبعاد"القوى الإرهابية التي تمارس القتل ضد العراقيين". الى ذلك، قال الصدر في بيان رداً على الدعوة التي تلقاها من الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى:"يجب ان يعقد المؤتمر في العراق، وان يكون برنامجه واضحاً ومحدداً، وان تتعهد الجامعة بعدم حضور الارهابيين والبعثيين". واضاف:"يجب ان يكون علنياً ليطلع الشعب العراقي على ما يجري فيه، وأقترح ان يكون إما في البصرة او في النجف او في كردستان باعتبارها مناطق آمنة"، وتكفل"حماية جميع الحضور". وأعلن تنظيم الزرقاوي"إطلاق غزوة ثأر"في غرب العراق اثر انتهاء مهلة منحها للقوات الأميركية والعراقية لوقف عملية"الستار الفولاذي". كما نشر التنظيم شريطاً يصور جثتي قتيلين أميركيين تبنى إسقاط مروحيتهما وهي من طراز"سوبر كوبرا"في الرمادي الأربعاء الماضي. وأكد عصام غزاوي الناطق باسم فريق الدفاع عن صدام استحالة اجراء محاكمة نزيهة من دون توفير الأمن للشهود والقضاة والمحامين على قدم المساواة، في حين قالت الناطقة باسم"منظمة العفو الدولية"في لندن نيكول كويري إن"سلامة هؤلاء الأشخاص مهمة جداً إذا كانت المحاكمة ستستمر"، مضيفة أن توفير الحماية لهم من مسؤولية الحكومة العراقية والجيش الأميركي. واغتال مسلحون عادل محمد عباس محامي طه ياسين رمضان نائب الرئيس العراقي المخلوع، فيما جُرح زميله ثامر حمود هادي محامي برزان التكريتي الأخ غير الشقيق لصدام، بعد أسبوعين على اغتيال سعدون الجنابي محامي عواد أحمد البندر القاضي السابق في محكمة الثورة ونائب رئيس ديوان الرئيس في 19 تشرين الأول اكتوبر الماضي بعيد خطفه من مكتبه في حي الشعب ببغداد. وقُتل 18 شخصاً بينهم 3 ضباط وناشطان في تنظيم"القاعدة"في عمليات عسكرية بأنحاء العراق، في وقت واصلت القوات الأميركية والعراقية عملية"الستار الفولاذي"على الحدود مع سورية وسط قصف جوي لليوم الرابع على التوالي. من جهة أخرى، اصجر مجلس الأمن القرار 1637 بالاجماع، وينص على مهمة القوات المتعددة الجنسية حتى 31 كانون الأول ديسمبر 2006. بناء على طلب رئيس الحكومة العراقية ابراهيم الجعفري، الذي شدد في رسالة الى المجلس على انه"رغم التقدم الذي انجز في مجال التدريب والتجهيز، فإن القوات الأمنية العراقية لا تزال في حاجة الى بعض الوقت للتمكن من تسلم كامل المهمات الأمنية".