توزع المشاهدون خلال ثلاثين يوماً من رمضان، بين أعمال درامية خليجية عدة، ازداد عددها في شكل ملحوظ مقارنة بأعوام سابقة. لكل مشاهد أسبابه في اختيار ماذا يريد ان يشاهد. هناك من تعجبه قصة مسلسل سمع أو قرأ عنه في الصحف أو الإنترنت، وهناك من أُعجب بإعلانات تعرضها القنوات وتبشر فيها بأعمال جيدة. وهناك من تابع حباً لممثل أو ممثلة، وآخرين توقعوا أعمالاً متقنة كون من كتبها أو أخرجها فلان الذي قدم من قبل المسلسل"الفلاني"، وأخيراً هناك من شاهد من أجل كلمة"حصرياً"على شاشة قناة معروفة... وبعد ثلاثين يوماً من المتابعة المتقطعة أو من دون تفويت حلقة، جاءت الحلقة الأخيرة تشبه"عيدية"للمتابعين، أو حسرة على ضياع أيام من الانتظار والمتابعة. وفي الوقت الذي ظن فيه مشاهدون أن أعمالاً تحتاج إلى أكثر من 30 حلقة، بحسب وتيرة أحداثها وسيرها، التزم القيمون على هذه الأعمال أن تكون الحلقة الأخيرة في اليوم الثلاثين، بغض النظر إن كانت نهاية العمل ضعيفة أو غير مقنعة. ومن بين تلك المسلسلات القطري"عندما تغني الزهور"على قناة"دبي"، والذي انتهت معاناة بطلته حياة الفهد، فجأة، بزواجها من رجل طيب مقتدر يحبها ويحترم أولادها! وفي حفل بسيط أُقيم في"حوش"المنزل! وبتلك النهاية، كما في أعمال كثيرة غيره سواء فنية أم أدبية، تُحل جميع المشكلات التي تابعها المشاهد خلال 29 يوماً. ولا تنحصر النهاية السعيدة بپ"عندما تغني الزهور". فهناك مسلسل"صحوة زمن"بطولة سعاد العبد الله وآل المنصور على شاشة MBC حصرياً، والذي انتهت أحداثه، كما توقع الكثيرون، فالفضيلة والأخلاق يجب أن تنتصر في الأعمال الخليجية وربما العربية. عادت الأمور إلى نصابها في"صحوة زمن"، فمن ألفة بين أفراد الأسرة تُقحم قسراً، إلى مشهد نهاية منتظر، تسافر فيه البطلة إلى الأردن، كي ترضي زوجها. أما في مسلسل"الحور العين"للمخرج السوري نجدت أنزور، والذي أثار جدلاً قبل عرض حلقته الأولى، وزُعم أنه سيناقش الإرهاب، فلم تخل حلقته الأخيرة مما شاهدناه في الأعمال الأخرى، باستثناء عدم الإشارة إلى أن الحلقة 30 هي"الحلقة الأخيرة"كما هو معتاد. وپ"ربما"أراد أنزور أن يقول إن قضية الإرهاب لن تحل في شكل نهائي. لكن المجرم اعترف، والشاب الذي كان يقود سيارته ليفجر أحد المواقع، تراجع فجأة وفجر السيارة في إحدى المناطق الصحراوية - وربما أساء التفجير للمشاهد المؤثرة. لتتحول بعد ذلك الحلقة في مشاهدها الأخيرة إلى ما يشبه الفيلم التسجيلي، مع أصوات مذيعين ومذيعة ولقطات إخبارية لتفجيرات حصلت في السعودية، لتوثيق أعداد الضحايا والقتلى والشهداء. ويستمر مسلسل النهايات السعيدة وپ"الأفلاطونية"ليصل إلى ما قدمته الكويتية فجر السعيد في"عديل الروح". وتأتي الحلقة الأخيرة منه لپ"تزيد الطين بلة"، فالمسلسل ازدحم بمواضيع مطروحة لم تكتمل، وكأن المؤلفة اكتفت بجمع أكبر عدد من القضايا الاجتماعية فقط. وأخيراً تتحول نظرات أسرة الوزير المملوءة بالازدراء والتعالي على الضرة وأبنائها، بلحظات وفي الحلقة الأخيرة فقط، إلى ابتسامة واسعة. وتختم الحلقة بجمع الوزير للضرتين والأبناء في مشهد لا يميزه سوى ابتسامة الجميع للكاميرا، وكأن الأسرة عاشت في سعادة وهناء، من دون أي مقدمات أو تمهيد لهذه النهاية. وربما كان المسلسل المصري"سارة"الوحيد الذي لم ينته بنهاية سعيدة ولم يأت كما توقعه المشاهدون. فالعمل امتلأ بمبالغة - مُخجلة - من بطلته حنان ترك ومخرجته شيرين عادل، تشير إلى جهل حتماً بالحالات النفسية، لتقتصر عملية تمثيل مريضة نفسية تتحول إلى طفلة على تغيير الصوت فقط. وربما أثر على حنان ترك أدائها الصوتي في المسلسل الكرتوني"آل شمشون". وانطلاقاً من هذا الفشل لم يكن المشاهد ليتوقع إلا أن تُشفى المريضة فجأة وتعم السعادة، وأن يتزوج البطل والبطلة... لكن ما حصل أن البطلة واجهت معاناة بسبب أخيها الأكبر ما أدى إلى انتكاس حالتها، والعودة إلى الصفر، كما بدأت في حلقات المسلسل الأولى. ويبقى السؤال ذاته يتكرر بعد حلقات رمضان الأخيرة، كل عام: متى تختلف نهايات المسلسلات الخليجية والعربية عما اعتاده المشاهد؟