لا شك في أن مطالبة فرنساتركيا بالاعتراف بالجمهورية القبرصية مرده الى اختلاف الثقافات. ففي تركيا يعتبر تراجع المرء عن كلمته أو محاولته التنصل منها أمراً معيباً. ونخجل نحن الاتراك عندما نرى تهرب رجل مهم من وعد قطعه. لكن الفرنسيين، على ما يبدو، لا يجدون في حنث الوعد عيباً أو حرجاً. فالرئيس الفرنسي الذي أكد مراراً وتكراراً دعم عضوية تركيا في الاتحاد الاوروبي، يستعمل اليوم مسألة قبرص للتراجع عن دعمه، ووعده. وفي القمة الاوروبية في كانون الاول ديسمبر الماضي، طُلب من تركيا توقيع بروتوكول اتفاقية الاتحاد الجمركي الإضافي، وأُعلن ان هذا التوقيع لن يعتبر اعترافاً من تركيابقبرص. ولكن جاك شيراك غيّر رأيه، وبات يعتبر ان عدم اعتراف تركيابقبرص مخالف لروح الاتحاد الاوروبي. وعلى رغم ثبات موقف تركيا من الاتحاد الاوروبي، ورغبتها في المساواة مع غيرها من المرشحين، وسعيها الى عضوية كاملة في الاتحاد، يتباين موقف دول الاتحاد الاوروبي من تركيا. والتباس الموقف الاوروبي يؤثر في رغبة تركيا في الاصلاح والتغيير، ويخدم مصالح السياسة الداخلية الفرنسية والالمانية، على حد سواء. ونحن نرفض قبول تقديم السياسيين الأوروبيين مصالحهم الحزبية الداخلية الضيقة على مصلحة الاتحاد الاوروبي واستراتيجيته، فهذا يعني نهاية هذا الاتحاد. ومن المؤسف ان نرى رجلاً في مكانة شيراك يتراجع عن موقفه، ويختلق الذرائع، ولكن ينبغي أن تستعد تركيا لمواجهة كل الاحتمالات. فالأسف لا يكفي، ولا ينفع. عن فراي طينش: عندما يتهرب كبار ساسة الدول من الوفاء بوعودهم، حرييت التركية، 28 /8/2005