يدرك الممثل السعودي محمد بخش الذي خاض تجربة فنية ثرية، من خلال مشاركته في اعمال درامية عدة، أهمية توافر سوق انتاجية كبيرة، تكون للدولة المسؤولية الكبيرة فيها، ومن دون هذه السوق، لا يمكن في رأيه، للممثلين ولا للمنتجين في السعودية الاضطلاع بأدوارهم تجاه المجتمع، ولا يمكن ايضاً تحقيق أحلامهم ورغباتهم في دراما تتجاوز السائد. فلا يزال المنتج السعودي يعاني من اهمال أعماله الفنية، التي يقدمها الى التلفزيون، ولا تجد التجاوب الذي يطمح اليه، وبالتالي تنام هذه الاعمال في الادراج المكتبية في المؤسسات الاعلامية التي تناط بها اجازة هذه الاعمال. ولا يتردد في القول بصوت عال:"أعطوني استمرارية اعطيكم نجوماً حقيقيين في عمل فني جيد"، مطالباً الدولة بالعمل المتواصل من دون توقف لتسريع الانتاج. ويوضح ان الدراما السعودية لا تزال تراوح مكانها، لكنه لا يضع اللوم على المنتج او الممثل السعودي:"يجب ألا نضع أنفسنا في مقارنة مع دول كثيرة، تتميز بانفتاحها الاعلامي، الذي يدفع الى غزارة في الانتاج الدرامي". ويقول انه على رغم التجربة الطويلة في العمل الدرامي، لا يزال يتعلم ويبحث عن فرصة اكبر، بصفته غير محترف وغير متفرغ، مثله مثل الكثيرين في السوق السعودية:" يكفي اننا منتجون محليون وطنيون حتى النخاع، وان وصفنا الآخرون ب"منتجين تجار". ويشير الى ظاهرة توجه الممثلين السعوديين الى الانتاج، معتبراً اياها ظاهرة صحية"على رغم سلبياتها التي تفوق ايجابياتها، كون الهدف الأساس من انشاء مؤسسات انتاجية جاء بقرار من التلفزيون السعودي، بغية اعطاء فرصة الانتاج الخاص، وبدأ هذه الخطوة الراحل لطفي زيني وحسن دردير ومحمد حمزة وهاني السعدي وأنا. وفي الرياض هناك مجموعة اخرى، وبدت المنافسة جيدة بوجود قناة سعودية واحدة فقط". ويقارن بخش بين الأمس واليوم في ما يخص الانتاج الدرامي السعودي، فيخلص الى ان الوضع"اختلف اختلافاً كلياً مع تعدد القنوات، بعدما خاض كل ممثل تقريباً تجربة الانتاج". ويأمل ان يتحقق حلم الممثل والمنتج السعوديين:"ويكون لنا اسمنا الفني بعد هذا المشوار الطويل، الذي تعلمنا فيه من حسابنا الخاص، نتيجة السفر والاحتكاك بنجوم عرب، وان نحقق عملاً اعلامياً قوياً، يستفيد منه الشباب من الجيل الجديد في ظل عدم وجود المعاهد والأكاديميات في السعودية". ودعا الى عدم الخلط والتمييز بين الانتاج التجاري الاعلاني، والانتاج الفني الدرامي، مبدياً انزعاجه من انحياز رجال الاعمال السعوديين الى رعاية المسلسلات العربية من دون الاعمال السعودية"كونهم لا يثقون بالفنان السعودي، ونحن نطالبهم بوقفة قوية الى جانبنا، لأن الممثل السعودي يمتلك الادوات، والتجربة خير برهان".