يطرح غياب النجم السعودي ك»نجم شباك» يضاهي الفنانين الخليجيين، أو العرب، تساؤلات عدة في الشارع الفني السعودي عن كيفية معالجة هذه الإشكالية في الدراما السعودية كي تتعدى حدود الإقليمية إلى آفاق أرحب. «الشرق» استطلعت آراء عدد من المنتجين والفنانين حول هذا الموضوع: حسن عسيري حسن عسيري قال الفنان والمنتج حسن عسيري «أعتقد أن السبب المهم هو ارتفاع أجور الفنانين السعوديين، ولهذا لا تستطيع أي دراما خليجية استقطابهم، ولاسيما الكويتية التي أصبحت تعاني من تكرار الوجوه في الأعمال، ولأن النجوم السعوديين خلفهم سوق إعلانية قوية لا يستطيع أحد أن يستقطبهم بسهولة، على الرغم من أن هناك فنانين سعوديين يشاركون في أعمال كويتية وإماراتية، مثل الفنان عبدالمحسن النمر، الذي أقدره وأحترمه، إلا أنه بجانب هاتفه دوماً، وبمجرد تلقيه اتصالاً يوافق. ولكونه من المنطقة الشرقية «ينط في أي عمل كويتي دون تردد». وأضاف عسيري «استعنا في فترات ماضية بممثلين من الكويت، وكانت لأدوار معينة، وسبق أن استدعيت الفنان الراحل غانم الصالح في بعض الأعمال، لأن الفنانين الذين يؤدون هذه الأدوار في السعودية معدودون على الأصابع، ومن الطبيعي الاستعانة ببعض الأسماء». وأكد عسيري أنه تلقى عروضاً من شركات إنتاج كويتية، وقال «عرضت علي أكثر من ثلاثة أعمال كويتية. كذلك تلقى الفنان فايز المالكي عروضاً. والفنان ناصر القصبي تنهال عليه الطلبات للمشاركة. فالسعوديون مطلوبون بكثرة، ولكن ما يعرض علينا من أشقائنا الكويتيين، أو الإماراتيين، لا يتفق مع حجم تطلعاتنا». وأضاف «لابد أن نجزّئ الدراما الخليجية، فهناك عمل سعودي وعماني وقطري وإماراتي وكويتي. وفي السابق، كان العمل الكويتي هو الذي تطلق عليه تسمية عمل خليجي، ومن صدَّر هذه الكلمة هم الأشقاء العرب، وحالياً انتهت تسمية العمل «الخليجي» نهائياً. أما من حيث صناعة النجم، وحضوره عربياً، أو خليجياً، فلا يوجد نجم خليجي مطلوب في العمل السعودي، إلا في حالات نادرة، وأكبر دليل أن السعودية هي الأقوى إنتاجياً، إلا أن أحداً من المنتجين لم يفكر باستقطاب الفنان حسين عبدالرضا من أجل أن يسوق عمله من خلاله». محمد بخش محمد بخش وقال الفنان محمد بخش «أعتقد أن الأمر له جوانب عدة، من أهمها عدم وجود شركات إنتاج تعمل على صنع النجوم وتبنيهم بالشكل المطلوب، ومن ثم تصديرهم إلى الخارج. وما تقوم به شركات الإنتاج من المستحيل أن يقدم نجم شباك عربي، أو حتى خليجي». وأضاف بخش «هناك نقص في الكوادر التمثيلية التي تمثلنا خارجياً، ولا يوجد إلا فنان وحيد هو الفنان عبدالمحسن النمر الذي يعتبر نجم شباك بمجهوداته الشخصية، ونتج ذلك من مبدأ التخصص في التمثيل فقط، ولم يشغل نفسه بمسألة الإنتاج». واستدرك «دخول الفنان غمار الإنتاج أدى إلى فقدان هويته، فتشتت ما بين الإنتاج والبطولة في العمل، فهو كل شيء في المسلسل، وهذا أمر خاطئ وقع فيه كثير من الفنانين، وأصبح الأمر تجارياً أكثر مما هو فني، وساهم هذا الأمر أيضاً في غياب بعض الأسماء التي كانت متوهجة في فترات ماضية، بل أدت إلى غيابهم نهائياً». وأضاف «تسويق الأعمال لدينا ضعيف جداً، ولا يوحي بمنافسة شرسة مع أشقائنا الخليجيين، أو العرب، ولذا نحتاج إلى إعادة بلورة العمل الإنتاجي الفني، والرؤى والأفكار لتقديم دراما سعودية منافسة بشكل قوي». خالد المسيند خالد المسيند من جهته، أكد المنتج خالد المسيند أن السبب الرئيسي في عدم وجود نجم شباك سعودي يمثل الدراما السعودية خارجياً هو المبالغة في الأجور من قبل الفنانين السعوديين. وقال «الأرقام التي يطالب بها بعض نجوم التمثيل السعودي فلكية، وهو ما أعاقهم كثيراً عن الحضور الخليجي، أو العربي، كما أن الفنانين الخليجيين يتقاضون مبالغ أكبر في الدراما السعودية، ولذا فهم يرغبون في الحضور في الأعمال السعودية بشكل مستمر».