تحتضن منطقة"نوتينغ هيل"في العاصمة البريطانية، التي ضربتها الاعتداءات الارهابية في السابع من تموز يوليو الماضي، اليوم وغداً"ام الكرنفالات"الاوروبية وأكبرها ويحضرها اكثر من مليوني شخص وسط تدابير امنية يشارك فيها على الاقل خمسة الآف شرطي ورجل استخبارات وضباط مكافحة المخدرات. ويؤمن هذا الكرنفال عملاً على مدار السنة لاكثر من ثلاثة الاف شخص ودخلاً يتجاوز المئة مليون استرليني. ولم يعد مهرجان"آخر الصيف"وحيداً في لندن بل بدأت تنافسه احتفالات هندوسية في ذكرى مولد كريشنا! وكان تنظيم"كرنفال الحرية"بدأ في الخمسينات في سانت بانكراس"متنقلاً من شارع الى آخر"قبل ان يستقر في نوتينغ هيل العام 1964 ليُكمل عامه الاربعين العام الماضي وسط دعوات لحصره في حديقة هايد بارك للحفاظ على أمن المشاركين فيه ومنع المشاكل العرقية. وتعود جذور هذا الاحتفال الى الغاء بند"العبودية"في العرف البريطاني وفي المستعمرات العام 1833. وكان الكرنفال الاول الذي جرى في ظل"التاج"انعقد في ترينيداد قبل انتقاله الى لندن حين بدأ السود ينظمون مهرجاناتهم وفق التقاليد الكاريبية ويغنون الحانهم وينشرون رقصاتهم التقليدية. ولم تخل تلك الفترة من الاحداث اذ شهد صيف 1958 موجة عنف بدأتها مجموعات من عصابات البيض التي هاجمت من دعتهم"المستوطنين السود"او"سارقي الوظائف من البريطانيين"لكن سيطرة الشرطة على الموقف لم تكتمل سوى بعد اسابيع من العنف! واعتباراً من 1964 بدأت الجاليات البيضاء المشاركة مع احتفاظ الكاريبيين والسود بالسيطرة الكاملة. ونال الكرنفال"اعترافاً"ملكياً العام الماضي، عندما وجه المنظمون المواكب الى امام قصر باكنغهام احتفالاً بالعيد الذهبي الخمسيني لتسلم اليزابيت الثانية العرش. ويتميز الكرنفال، الذي عادة ما ينعقد في عطلة أسبوعية طويلة من السبت الى الاثنين يتزامن مع عطلة نهاية فصل الصيف، بعروض الازياء الكاريبية التي ما لبثت ان انضمت اليها ازياء مختلفة مزركشة اللون من مختلف المستعمرات السابقة للامبراطورية، ما عدا العربية منها، وشهد العام الماضي اشتراك بنغاليين وافغان واكراد وروس وبرازيليين. وبعد خمس سنوات من المشاورات، وعلى رغم معارضة كبيرة من الهيئة المنظمة لاقتراح عمدة لندن كن ليفينغستون نقل الكرنفال الى الهايد بارك، ستشهد اكبر حديقة عامة في لندن اليوم وبين الثانية عشرة ظهراً والسابعة مساء احتفالاً موسيقياً عالمياً تشارك فيه 45 فرقة موسيقية تعزف الحاناً شعبية وموسيقى الجاز والحرب والنصر والموت اضافة الى نغمات الحب والهيام. ومع البداية غير الرسمية للكرنفال اعلنت الشرطة صباح السبت ضبط كلغ من الهيرويين كان افراد عصابة تركية يستعدون لطرحها في مسيرة المحتفلين، التي تنطلق من لادبروك غروف وتعبر غريت ويستيرن ونوتينغ هيل الى الهايد بارك، كما صادرت من اثنين من"القبضايات"الالبان رشاشين من نوع كلاشينكوف و13 الف جنيه استرليني مزورة. ومن المفارقات ان بعض الاقليات العرقية تنفصل تدريجاً عن الكرنفال على رغم انها لم تصل بعد الى تنظيم مهرجان حاشد منافس. وأحيا الهندوس على مدى يومين، وفي منطقة قريبة من واتفورد التي تقطنها اغلبية مسلمة، ذكرى ولادة لورد كريشنا الهندوسي الاكبر التي تُعرف باسم احتفالات جانماشتامي التي يعود تاريخها الى خمسة الاف عام. واحتشد 75 الف هندوسي من كبار الاثرياء والمتدينين في نحو 25 خيمة كبيرة جداً حيث صلّوا واكلوا ورقصوا وعقدوا زيجات تقليدية.