لندن - أ ف ب - استفاقت لندن صباح أمس، على قرع طبول نحاسية معلنة افتتاح كرنفال في منطقة ناتينغ-هيل غربي لندن. وتفادياً لأحداث الشغب والسلب والنهب، انتشرت الشرطة بشكل مكثف في لندن، للحيلولة دون أعمال شغب خلال أكبر مهرجان في شوارع أوروبا. ويشارك في الكرنفال الذي يحتفي بالثقافة الكاريبية أمس واليوم، نحو مليون شخص يشهدون عروضاً صاخبة وفرقاً راقصة بأزياء مثيرة على منصات متحركة على وقع موسيقى عالية. غير أن المهرجان هذا العام سيختبر قدرة الشرطة على التعامل مع الأحداث في أعقاب أعمال الشغب أوائل هذا الشهر، ونشرت الشرطة 5500 من عناصرها أمس، ويرتفع العدد إلى 6500 اليوم في زيادة نحو ألف شرطي وشرطية عن العام الماضي. وكاد الاحتفال أن يُلغى، عقب أسوأ اضطرابات تشهدها إنكلترا منذ عقود، لأن كرنفال ناتينغ-هيل معروف باجتذابه عناصر مثيرة للشغب. غير أن منظمي الحدث، رفضوا ذلك وقالوا إن إلغاءه سيكون بمثابة إعلان هزيمة أمام أعمال الشغب، مشيرين إلى أن المهرجان نفسه بدأ كتعبير عن التحدي بالاحتفال في أعقاب أعمال شغب عرقية خلال الخمسينات. انطلق الكرنفال عام 1964 في أعقاب إضرابات شهدتها منطقة ناتينغ-هيل قبل ذلك بست سنوات، حيث جرت اشتباكات بين البيض ومهاجرين سود وصلوا حديثاً من جزر الهند الغربية والكاريبي. وقال انسيل باركلي المشارك في إدارة الاحتفال: «لن ندع أقلية تمنعنا من فعل ما نريد». وأضاف: «إلغاء الحدث سيحمل دلالة سلبية ويبعث برسالة خاطئة قبل دورة الأولمبياد التي ستستضيفها لندن العام المقبل». كما حث رئيس بلدية لندن بوريس جونسون المواطنين على «السماح لروح لندن الحقيقة بأن تظهر»، قائلاً إن الكرنفال قد يساهم في مداواة الجروح التي خلفتها أعمال الشغب. وهذه السنة سينتهي الكرنفال قبل موعده بثلاث ساعات، للسماح لحشود الحاضرين بالتفرق قبل حلول الظلام. وتحسباً لأي اضطرابات، في الوقت الذي تتأهب السلطات لهذا الاحتمال، وأغلقت محال تجارية عدة في المنطقة واجهاتها بالألواح الخشبية. وتبدأ الشرطة كل عام عملية خاصة تزامناً مع المهرجان لتفويت الفرصة على العناصر المثيرة للشغب في أنحاء لندن ومكافحة الجرائم التي تنشط خلال المناسبة، وصرحت شرطة اسكتلنديارد أنها اعتقلت 40 شخصاً قبل المهرجان هذا العام. وأقر رئيس الشرطة ستيف رودهاوس أن الحدث هذا العام يجري «في ظل ظروف استثنائية»، قائلاً إن مثيري الشغب يجهزون لاضطرابات عبر مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية، وإن لم تزد وتيرة التخاطب على الإنترنت هذا العام عن الأعوام السابقة.