بدأت معالم السياسة الأميركية في أعقاب الانسحاب الاسرائيلية من قطاع غزة تتوضح، ففي وقت كشف مسؤول أميركي أن واشنطن لن تطالب بجداول زمنية لعمليات انسحاب مستقبلاً، أعلنت مساعدة الناطق باسم البيت الأبيض دانا بيرينو:"أننا متفقون على واقع أن الانسحاب سيجعل اسرائيل أقوى، وقال الرئيس إن هذا الأمر سيسهم في التقريب بين بلدينا". وقالت بيرينو إن الرئيس الأميركي جورج بوش"على اطلاع مستمر"على تطورات الانسحاب من قطاع غزة ويواصل دعم رئيس الوزراء الاسرائيلي أرييل شارون في هذه العملية. وأوضحت الناطقة خلال مؤتمر صحافي في كروفورد تكساس حيث يمضي بوش إجازته:"يتلقى الرئيس تقارير كثيرة ومنتظمة من فريقه حول التطورات"في غزة، مضيفة أن"الرئيس يواصل دعم رئيس الوزراء أرييل شارون في ما وصفه بأنه مبادرة شجاعة. نتفهم مشاعر وصعوبات الناس في الخروج من منازلهم". وأكدت مساعدة الناطق باسم البيت الابيض أن مقتل اربعة فلسطينيين على يد مستوطن يهودي معارض للانسحاب من قطاع غزة"عمل عنف رهيب"، مشيرة الى أن الولاياتالمتحدة"تهنىء رئيس الوزراء على التنديد به فوراً على أنه عمل ارهابي". الى ذلك، كشف الناطق باسم الخارجية الأميركية شون ماكورماك أول من أمس بأن الطرفين الاسرائيلي والفلسطيني عليهما"التزامات مرتبطة ب"خريطة الطريق"وباتفاق شرم الشيخ"المبرم في أيلول سبتمبر 1999. وأضاف ماكورماك:"نشجع الطرفين على الافادة من الانسحاب من غزة الذي نأمل في أن يتكلل بالنجاح لمتابعة المحادثات ومواصلة العمل وفقاً لهذه الالتزامات". وينص اتفاق شرم الشيخ خصوصاً على فتح"ممرات آمنة"بين قطاع غزةوالضفة الغربية، وعلى أن"يتعهد الطرفان عدم اتخاذ أي تدبير من شأنه أن يغير الوضع في الضفة الغربية أو في قطاع غزة". وسيجتمع سفراء الدول المشاركة في اللجنة الرباعية"في الأيام المقبلة"للبحث في مرحلة ما بعد غزة، كما صرح المسؤول الأميركي الذي طلب عدم ذكر اسمه. وأكد هذا الديبلوماسي:"لن نحدد جدولاً زمنياً"لعمليات انسحاب اسرائيلية أخرى، لكن"ما هو مهم هو الافادة من الفرصة و مناخ الثقة الذي يمكن أن يكون نشأ"في هذا الجانب أو ذاك لاعادة إطلاق عملية السلام. أما ماكورماك فرأى:"شهدنا حتى الآن تعاوناً جيداً بين الاسرائيليين والفلسطينيين، وأعتقد بأن في إمكان الطرفين أن يكونا فخورين للطريقة التي جرى فيها حتى الآن"، مؤكداً وجود مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأوسط ديفيد ولش في مصر للبحث مع المسؤولين المصرين في المسائل الثنائية والاقليمية. وصرح مسؤول في الخارجية الأميركية طلب عدم كشف اسمه بأن ولش سيبحث"في المسائل المرتبطة بالانسحاب الاسرائيلي من قطاع غزة، والمساعدة المصرية للسلطة الفلسطينية لجهة تدريب أجهزة الامن والحملة الرئاسية المصرية التي بدأت الأربعاء".