أعلن مصدر رسمي أن الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة استقبل، أمس، موفداً خاصاً عن"المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية"الحاكم في موريتانيا حاملاً رسالة من السلطات الجديدة في البلاد تشرح الأسباب التي دفعت بالعسكريين الى تنفيذ"الانقلاب الأبيض"على الرئيس معاوية ولد سيد أحمد الطايع في 3 اب اغسطس الجاري والتطورات في المنطقة. وأوضح المصدر أن بوتفليقة استقبل السيد عبدالله ولد سليمان ولد الشيخ سي ديا، وزير المال الموريتاني المبعوث الخاص لرئيس المجلس العسكري الموريتاني السيد أعلي ولد محمد فال، في مبنى رئاسة الجمهورية بحضور كل من الوزير المنتدب المكلف الشؤون الإفريقية والمغاربية السيد عبدالقادر مساهل والمستشار الديبلوماسي لرئيس الجمهورية السيد عبداللطيف رحال. وزار الموفد الموريتاني الرباط أول من أمس وقابل العاهل المغربي الملك محمد السادس. يذكر أن الجزائر كانت تجنبت الإدلاء بأي موقف في خصوص الانقلاب على الرئيس معاوية. وزار وزير الخارجية الليبي السيد عبدالرحمن شلقم نواكشوط بعد الانقلاب. وكان الرئيس الجزائري بحث، الاثنين، مع الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في ملف الأوضاع في المنطقة المغاربية في ضوء التحضيرات التي تقوم بها طرابلس لعقد"القمة المؤجلة"للاتحاد المغاربي قبل نهاية العام الجاري. وذكر مصدر رسمي في طرابلس أن القمة تناولت"استعراض مسيرة اتحاد المغرب العربي وتأكيد أهمية تعزيز هذه المسيرة بتفعيل دور الاتحاد ومؤسساته". ولم يعلن تاريخ جديد لعقد القمة المغاربية المؤجلة منذ ايار مايو الماضي. وأفادت مصادر ديبلوماسية أن"الانقلاب الأبيض"الذي شهدته موريتانيا في الثالث من اب الجاري وضع قادة دول الاتحاد المغاربي في حرج شديد في شأن قبول مشاركة رئيس"المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية"الموريتاني في القمة التي يجري التحضير لها. ولا تنص مواثيق الاتحاد المصادق عليها سنة 1989 على رفض الاعتراف بالانقلابات في الدول الأعضاء، لكن المواثيق تشير إلى أن التمثيل يكون على مستوى الرؤساء أو الملوك ولا تتحدث نصاً عن أي هيئة حاكمة أخرى في العضوية ضمن مجلس الرئاسة لاتحاد المغرب العربي. وبادر المجلس العسكري إلى إيفاد مبعوثين عنه إلى دول اتحاد المغرب العربي لإقناعهم بجدوى القبول بعضويته في الاتحاد بما أنه يحظى بدعم كل القوى السياسية وتنظيمات المجتمع المدني في نواكشوط. وحتى الساعة أعلنت ليبيا قبولها الانقلاب وترحيبها بعضوية المجلس العسكري في الاتحاد. لكن تونس كانت دانت الانقلاب ولم تستقبل بعد أي موفد عن المجلس الموريتاني. وكان رويترز المجلس العسكري المكون من 17 عضواً بقيادة أقرب مساعدي الرئيس ولد الطايع، استولى على السلطة في هذه الجمهورية الاسلامية في الثالث من اب بينما كان الرئيس خارج البلاد. وتعهد المجلس اجراء انتخابات ديموقراطية خلال أقل من عامين. وحظي الانقلاب بدعم في موريتانيا حيث خرج السكان المبتهجون الى الشوارع للاحتفال بنهاية حكم ولد الطايع الذي دام 21 عاماً.