تلقى"المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية"في موريتانيا دعماً غير مباشر لبقائه في السلطة التي وصل اليها بانقلاب أبيض على الرئيس معاوية ولد الطايع، إذ كشف ديبلوماسيون، أمس، ان الدول الغربية لم تعد تتمسك باعادة السلطة الى الحكم السابق وباتت ترهن موقفها من الحكم الجديد بمدى استعداده لتثبيت دعائم الديموقراطية واجراء انتخابات حرة. راجع ص5 وأكدت مصادر قريبة من المجلس أمس أن رئيس الوزراء المعين السيد سيدي محمد ولد ابو بكر قدم استقالته من"الحزب الجمهوري"الذي كان يتزعمه الرئيس المخلوع ولد الطايع، قبل تعيينه في رئاسة الحكومة، علماً انه كان علق حضوره في المجلس الوطني للحزب منذ حوالي عامين قبل تعيينه سفيراً لبلاده في باريس. وأجرى رئيس المجلس العسكري أعلي ولد محمد فال أمس محادثات مع وفد من اتحاد المغرب العربي يقوده وزير الخارجية الليبي السيد عبدالرحمن شلقم والأمين العام للاتحاد المغاربي الحبيب بولعراس. ووصفت مصادر مطلعة المحادثات بأنها كانت طيبة وسادتها الصراحة والوضوح والتفهم. ويعتبر اللقاء الأول بين قادة النظام الجديد ومسؤولين في الاتحاد المغاربي الذي لم يلتزم أي موقف حيال التطورات في موريتانيا. ويسود اعتقاد أن الاتحاد المغاربي، الذي ترأسه ليبيا، قد يتولى ابلاغ العواصم المغاربية بما سمع من ولد محمد فال. وكان مسؤول الاستخبارات الخارجية المغربية ياسين المنصوري أول موفد مغاربي يصل الى نواكشوط بعد الانقلاب. واجتمع رئيس المجلس العسكري أمس مع وزير خارجية السنغال التيجاني غاديو، في وقت تسربت معلومات مفادها أن دكار، العاصمة السنغالية، رفضت ايواء الرئيس الموريتاني المخلوع. ورددت المصادر ان دكار تفهمت، من جهتها، دوافع الحركة الانقلابية من منطلق أنها خيار داخلي محض لن يؤثر في مسار العلاقات والاتفاقات المبرمة بين موريتانياوالسنغال. كما اجتمع رئيس المجلس العسكري الموريتاني مساء أمس الى وفد الاتحاد الافريقي الذي جاءت زيارته عقب اتخاذه قرار تعليق عضوية موريتانيا، من منطلق رفض الاستيلاء على السلطة بالقوة. الى ذلك، علمت"الحياة"أن تحركات يقوم بها أفراد من قبيلة الرئيس المخلوع لحضه على عدم تصعيد الموقف، كون هؤلاء لا يرغبون في الدخول في المواجهات، بخاصة بعد استتباب الوضع أمام النظام الجديد. وقال وزير الخارجية الليبي عقب لقائه مع المجلس العسكري ان الاتحاد المغاربي كان مهتماً بمتابعة الموقف، وانه استمع الى شروح من ولد محمد فال تتعلق بالتزامه الخيار الديموقراطي، وتقليص الفترة الانتقالية الى بضعة اشهر فقط. وأضاف ان الأوضاع في موريتانيا كانت على شفا مخاطر وتم انقاذها وفق بيانات المجلس. وقال:"اننا نعترف بما يعترف به الشعب الموريتاني"، ورأى أن الانجازات التي قام بها النظام لجهة اطلاق سراح السجناء ومحاورة الأحزاب تعتبر تطوراً مهماً. ومعلوم ان نواكشوط كانت على خلافات كبيرة مع طرابلس خلال حكم الرئيس المخلوع.