أثبت العداء الاميركي جيريمي وارينر انه الخليفة المنتظر لمواطنه الاسطورة مايكل جونسون عندما فاز بذهبية ال400م معززاً رقمه الشخصي البالغ 44.00 ثانية بتسجيله 43.93 ثانية. ونال مواطنه اندرو روك 44.35ث والكندي تايلر كريستوفر البرونزية 44.44ث. واضاف وارينر بالتالي اللقب العالمي الى الذهبية الاولمبية العام الفائت، وكان الوحيد الذي نزل تحت حاجز ال44 ثانية ليجتاز خط الوصول بسهولة. ويشرف على تدريب وارينر المدرب الشهير كلايد هارت الذي سبق ان درب جونسون حامل الرقم القياسي 43.18 سجله في بطولة العالم في اشبيلية 1999. وحذا وارينر 21 عاماً، 1.88م، 67 كلغ حذو جونسون، مدير أعماله حالياً، بالفوز بالذهبية الاولمبية ثم العالمية. والى الذهبية الاولمبية في ال400م أسهم وارينر العام الماضي بفوز منتخب بلاده في سباق البدل 4 مرات 400م وهذا ما سيسعى الى تحقيقه اليوم في الامسية الختامية للمونديال القوى، وفي مشاركته العالمية الاولى.وحين بدأت تظهر كفاية وارينر في ربيع العام الماضي كانت الصحافة الاميركية المتخصصة تجده ثقيل الظل، غير ان انجازاته الميدانية فرضت وجوده، اضافة الى ميزة انه"عداء ابيض"متألق في سباقات السرعة، وهو أمر يعتبر نادراً عند الاميركيين. ما جعله يعلق على ما كتب ونشر في هذا الصدد بالقول:"يستطيع البيض ان يركضوا ويفوزوا ايضاً"، لافتاً الى انه سمع مثل هذه التعليقات منذ خطواته الاولى في عالم الجري، مشيراً الى ان مدارس تكساس تضم حالياً مجموعة كبيرة من العدائين البيض الموهوبين"وسيقولون كلمتهم في المستقبل اذا ما سلكوا الدرب الصحيحة". وينتمي وارينر الى أسرة مرتاحة مادياً، وبالتالي لم يفتش عن التألق الرياضي ليمول دراسته الجامعية من خلال المنح التي تقدم للمتفوقين رياضياً،"بل انني سعيت منذ البداية ان أختار وأعمل ما أرغب به وما يثير حماستي، والرياضة جزء من هذه الخيارات. لم أكن في المدرسة موهوباً في كرة السلة والبيسبول، ولاحظ بعدها مدرب كرة القدم مايك نيلسون، الذي يتولى في الوقت ذاته الاشراف على فريق ألعاب القوى، سرعتي في الجري مقارنة بزملائي فاقترح على المشاركة في أحد السباقات وكنت في سن السادسة عشرة، فسجلت 22.3ث في ال200م و6.84م في الوثب الطويل وكرهت السباحة. تعرّف وارينر على جونسون من خلال المدرب هارت،"وهما أسسا شركة تتعاطى الشؤون الرياضية... وسر جونسون بنتائجي في لقاءات القاعات، وبات بعدها صديقي ومرشدي ووكيلي وهو قبل اي شيء قيمة معنوية أعتز بها". ويقارن كثر بين العدائين، حتى ان صحيفة"دالاس مورنينغ نيوز"اعتبرت ان أرقام وارينر في مرحلته الاولى أفضل من مثيلتها عند جونسون. وهو مقتنع بان لكل منهما ميزاته"وبنية جونسون أقوى وما أسعى اليه قريباً ان اجتاز ال200م الاولى من السباق بنحو 20.5ث في مقابل 2103 أحققه حالياً". المهم ان وارينر اجتاز مسيرة طويلة بفترة قصيرة وبات محترفاً ونجماً وهو لا يزال طالباً، وعقده مع اديداس لمدة خمس سنوات البالغة قيمته ثلاثة ملايين دولار مثال واضح على ما تقدم. وهو مصمم على المضي قدماً وعلى السيطرة الميدانية فترة طويلة لا ان يكون غيمة عابرة.