يترقّب عشاق الأرقام القياسية موقعة الأحد المقبل بين أساطين سباقات السرعة الذين يلتقون في بطولة العالم لألعاب القوى التي تنطلق في 15 آب (أغسطس) الجاري في برلين. ومن المتوقّع أن تجمع البطولة العداء الأولمبي أوساين بولت مع حامل اللقب العالمي الأميركي تايسون غاي. والسؤال الكبير، هل يتمكّن عداؤو النهائي الثمانية أن يسجلوا زمناً دون ال9.9 ثانية؟ وأضحت «هذه المعضلة» ركناً أساسياً في إنجازات كبار العداءين بعدما كان حاجز ال10 ثواني خرافياً منذ عقود قليلة، واُعتبر حكراً على العدائين «الملونين». ولم يدخل عضوية هذا «النادي» عداء من السحنة البيضاء، باستثناء خلاسي أسترالي يدعى باتريك جونسون، ابن مهاجر إرلندي تمكّن من تسجيل 9.93 ث في لقاء ميتو الياباني العام 2003، ولم يكرر إنجازه بعدها. وما تقدّم لا يحمل في طياته إشارات عنصرية، بل سؤالاً عن تفوق العرق الأسود طرحه كثر في السابق وأُشبع دراسة وتحليلاً، لا سيما أن عداءين «بيضاً» اقتربوا من الجدار، وأخفقوا في اختراقه. وفي كل مرة تجوز المقارنة تحضر محطة المنافسة الشهيرة بين الأسطورة الأميركي جيسي أوينز والألماني لوتز لونغ في دورة برلين الأولمبية العام 1936، قد أغضب تفوق أوينز الزعيم الألماني النازي أدولف هتلر. كثر طمحوا الى هذا المجد لكنهم جاوروه فقط، من البولندي فورونن (10.00ث العام 1984) الى اليابانيين ايتو (10.00ث العام 1998) وآساهارا (10.02ث العام 2001) وسيوسوجو (10.03 العام 2003)، وقبلهم الإيطالي الأولمبي بيترو مينيا (10.01ث العام 1979) والأسترالي شيرفنغتون والكندي ماروزوناريس (10.03 ث العام 1998). وإزاء ما تقدّم، يردّ الأميركي جون سميث مدرّب موريس غرين، البطل العالمي والأولمبي السابق، بقوله ولو من باب المداعبة: «أعطوني عداء أبيض كفوءاً لأجعله يجتاز سباق ال100م بزمن دون ال10ث»، علماً أن الفرنسي كريستوف لومتر هو الأقرب حالياً الى هذا «الإنجاز» بعدما أضحى ثامن أسرع عداء أبيض، مسجلاً 10.04 ث في 24 تموز (يوليو) الماضي خلال بطولة أوروبا في مدينة نوفي ساد الصربية. من جهته، ينفي العداء «الأبيض» الأميركي جيريمي وارينر بطل العالم في ال400م وجود أسباب جينية أو فوارق، استناداً الى تجربته الناجحة. ويجزم أن الموهبة مقرونة بالإعداد الصحيح والتدريب المضني تؤدي الى النتائج المرجوة. ويوضح كلايد هارت، مدرّب وارينر، أن افتقار سجلات الأرقام القياسية في جري السرعة الى عداءين بيض مرده الأساس عامل اجتماعي «إذ يفضّل الشباب البيض عموماً التنقل بالسيارة وقضاء ساعات خلف جهاز الكومبيتوتر بدلاً من الجري والتدريب على المضمار». ويضيف: «في المقابل، لو أتيح للألماني أرمين والأميركي هاري وبوبي موروو الجري على مضامير تارتان، ولو توافرت للسوفياتي فاليري بورزوف (بطل ال100م وال200م في دورة ميونيخ الأولمبية العام 1972) أساليب التدريب الحديثة والتكنولوجيا الموضوعة في خدمتها، لحطموا من دون شك حاجز ال10ث». ____________________ * لمتابعة أخبار "العاب القوى - 12": http://berlin.iaaf.org