يعيش العداء الأميركي مايكل جونسون مرحلة انتقالية بين التفرغ الكامل للسباقات والاهتمام بأمور اخرى بعيداً عن المضمار وضغط المنافسة، كونه بات على مشارف الاعتزال بعد سنوات من العطاء المثمر قادته الى 14 ميدالية ذهبية في الدورات الأولمبية وبطولة العالم. وسيتوج جونسون 33 عاماً مسيرته المظفرة بموسم وداعي ينحصر في عشرة سباقات للبدل أطلق عليها اسم "غولدن فيكتوري تور" أو الدورة الذهبية الأخيرة. وهو غاب عن سباقات التأهيل الأميركية لبطولة العالم في ادمونتون كندا، على اعتبار ان الأبطال الأولمبيين وحملة الألقاب ليسوا في حاجة الى محطة تأهيلية، علماً أن الاتحاد الأميركي لألعاب القوى يفرض عليه المشاركة في التصفيات على الأقل جذباً للجمهور ومحافظة على رونق المنافسات والمستوى ما يستقطب دائماً المؤسسات الراعية ومحطات التلفزة التي تموّل هذه الأنشطة. واستأنف جونسون التدريب للموسم الأخير في كانون الثاني يناير الماضي، بوتيرة اقل من المعتاد، وهو دخل عالم الأعمال "موظفاً" إجازته الجامعية في التسويق. وأعلن ان هدفه الأساسي من السباقات الوداعية لقاء الجمهور والاختلاط به "من أجل تحيته وشكره، خصوصاً أني كنت في السابق أحصر تركيزي في المنافسات فقط من اجل الاستمرار في الانتصارات، وكنت أدرك ان أساس فوزي نابع من هذا التركيز، وكثيرون انتقدوني حينذاك، أريد الآن أن أستمتع بالسباقات وألتقي بالمعجبين واخترت سباقات البدل لأن مشاركتي في ال200 وال400م لا تأتي بالصورة التي ألفها جمهوري بسبب تراجع مستواي وهذا أمر طبيعي". وسيشارك جونسون في سباقاته الأخوان هاريسون وأنطونيو بيتيغرو وجيروم وديفيس وجيروم يونغ، وهم فخورون بزمالة عداء استثنائي يحمل الرقم القياسي العالمي في ال200م 32،19 ثانية وال400م 18،43ث، ويضم سجله 32 فوزاً متتالياً في ال200م، و9 ذهبيات في بطولة العالم وهو رقم قياسي الرقم السابق 8 ذهبيات لمواطنه كارل لويس، وهو أول عداء يحرز سباقي ال200 وال400م في بطولة العالم غوتبورغ 1995، ويحافظ على اللقب العالمي في 400م منذ أربع بطولات، كما انه أول عداء يحافظ على لقبه الأولمبي في ال400م 1996 و2000. رجل المضمار والبيزنس الآن ومع تراجع الوقت الذي يمضيه جونسون على المضمار، بات يهتم بشؤون اخرى، ويعمل مستشاراً لشبكة التلفزيون "ان بي سي" ويلقي محاضرات، وهو عضو في مجالس إدارة عدد من الشركات، وعلّق على النقلة الجديدة "كنت رياضياً مئة في المئة على مدى 15 عاماً، أنا مرتاح الآن وأحب حالتي الحاضرة حيث أوفق بين مزاولتي للرياضة والقيام بالأعمال والمشاريع". يزاول جونسون تدريباته الحالية على مضمار قرب منزله في سان فرانسيسكو متبعاً تعليمات مدربه كلايد هارد الذي يقيم في دالاس تكساس حيث عائلة جونسون، ويرافقه في تدريباته مواطنه غريغ هاوغتون ثالث دورة سيدني الأولمبية في ال400م. ويؤكد جونسون انه يحنّ كثيراً الى دالاس "لكن الأمور عملية اكثر في سان فرانسيسكو، سبق ان عشت لفترة هناك مع زوجتي، انها مدينة رائعة ويمكنك القيام هناك بأمور كثيرة غير متوافرة في دالاس. وعموماً العيش في كاليفورنيا أفضل منه في تكساس على صعيد الأعمال والمشاريع..". وينفي جونسون ان يكون الحنين الى المنافسات الكبيرة يراوده "مقارنة بالذين يتحدثون عن هذا الشعور مع اقتراب موعد اعتزالهم أؤكد أني سعيد جداً، لقد حققت أهدافي كلها، صحيح انني سأفتقد الى السباقات وضغطها، لكن هذه الأمور ليست ضرورية لأتابع حياتي. كم كنت سعيداً حين قاسمتني عائلتي ميدانياً فرحة الفوز في سيدني، وكنت في الوقت عينه اهتمّ بطفلي، وهذا الشعور لا أبادله بأي لقب أولمبي في ال200م، لم تسعفني الإصابة لأخوضه...". غرين غير مؤهل ل200م بعد اعتزاله، يتوقع جونسون ان يكون موريس غرين وماريون جونز ناطقين باسم اللاعبين ويطالبان بحقوقهم ولا يكشف من هو خليفته في ال200م أو ال400م، "لأن الظروف الفنية ومؤهلات الحاضرين تختلف كثيراً". ويضيف: "موريس غرين غير موهوب كفاية في ال200م، والترينيدادي اوتو بولدون والأميركي جون كابان افضل منه على هذه المسافة، صحيح ان غرين الأفضل والأبرز حالياً في ال100م، لكن الخبرة تنقصه للسيطرة على سباقات ال200م، ولا يملك معادلة القوة والتحمل معاً ليسجل 7،19ث أو 8،19ث، وتكمن حظوظه حين يسابق مع عدائين عاديين، على غرار ما حصل حين فاز بلقب بطولة العالم في اشبيلية 1999". ويتابع جونسون مقارنته فيتطرق الى مؤهلات بولدون: "إنه الأكثر موهبة حالياً في ال200م، لكنه لا يتحمل الضغط، لقد سنحت له الفرصة في الدورة الأولمبية الأخيرة ولم يستغلّها.، فهو لا يملك قماشة غرين أو الكندي دونوفان بايلي أو البريطاني لينفورد كريستي، مشكلته انه يخشى المواقف الحرجة، ولكي تفوز عليك ان تمقت الخسارة لكن من دون ان تهاب ما ينتظرك...". ويعتبر جونسون ان اليوناني كوستادينوس كنتيريس بطل دورة سيدني في ال200م متسابق شجاع، "لكنه تقدم في السن 27 عاماً، وبرأيي لن يحرز سباقان من مستوى متقدم بعد الآن، صحيح انه فاز في سيدني لكن لا يعني إحراز المركز الأول انه سيسيطر على هذا الاختصاص أو غيره، خصوصاً ان رقمه كان عادياً 09،20ث". وعن المؤهلين لمنافسات ال400م، يتحدث جونسون عن مواطنه جون كابال "مستقبله جيد في ألعاب القوى لكنه غير مستقر في التدريب، علمت انه يشارك في تحضير لاعبي الهجوم لكرة القدم الأميركية من خلال حصص السرعة والأثقال واللياقة البدنية، وأنا أتفهم موقفه، على اعتبار انه بمقدور اللاعب الاحتياطي في كرة القدم الأميركية ان يحقق ثروة، لكن الصفوة فقط في ألعاب القوى تجني المال الكثير...". وهناك أيضاً تايري واشنطن حقق 28،44ث هذا الموسم، "إنه يتساوى بالقوة مع جيروم يونغ، لكنه لم يحسن الخيارات حتى الآن. فهو يشارك معي ضمن الفريق الذي حطم الرقم القياسي العالمي للبدل 4 مرات 400 متر 20،54،2د العام 1998، لكنه انتقل الى كرة القدم، ثم عاد الى سباقات المضمار وأبدل مدربه...". على أي حال، فإن جونسون يطمئن جمهور ألعاب القوى بأنه لن يصاب بالسأم والملل هذا الموسم وفي المواسم المقبلة، "لأن كل سباق سيحمل اسماء جديدة وبطلاً جديداً وهنا مكمن الإثارة، وبالتالي لن تفتقدوا غيابي. الفوز في متناول واشنطن ويونغ وبيتيغرو والتوأمين هاريسون وجيروم ديفيس وغريغ هاوغتون وإيران توماس ومارك ريتشاردسون، لكنه بالطبع لن يجتاز احد منهم المسافة ب43 ثانية. سيقول الناس علينا الانتظار سنوات عدة في غياب جونسون، ليتحطم الرقم القياسي العالمي من جديد. الفارق الوحيد الآن أن أحداً لن يعرف من سيفوز، قد يكون الجميع متساوين عند خط الانطلاق، وفي عهدي كانت الإثارة محصورة بمعرفة ما إذا كنت سأحطم الرقم القياسي في أي سباق اخوضه". ويخالف جونسون في الرأي الاتحاد الأميركي لألعاب القوى حول ضرورة مشاركة الأبطال النجوم في سباقات التأهيل "لطالما رددت انني لن أطلب شيئاً، كانت لي مواقف كثيرة في السابق ومطالبة بحقوق اللاعبين، إذا كانوا بحاجة لي يمكنهم مخاطبتي" وأضاف: "هذا الموسم سأفكر بما يوفّر لي المتعة، لن أدخل معهم في جدال أو نقاش، إذا كانوا لا يريدونني الأمر عائد لهم، وأنا سأكون في ادمونتون لأستمتع بمشاهدة السباقات وأختلط بالجمهور وأعيش صخب المدرجات وأوقّع الأوتوغرافات للمعجبين".