دعا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الى نهوض الأمة الاسلامية ليصبح لها دور في هذا العالم، واكد في كلمة افتتح بها، قبل ظهر امس، اجتماعات قمة مكة الاستثنائية، قناعته"بأنه كي تنهض الأمة من كبوتها، لا بد من ان تطهر عقلها وروحها من فساد الفكر المنحرف، الذي ينادي بالتكفير وسفك الدماء وتدمير المجتمعات". راجع الكلمة ص4 وأشار الى الدور"العظيم"لمجمع الفقه الاسلامي"بتشكيله الجديد في مقاومة الغلو ونشر الاعتدال". وكرّر العاهل السعودي، غير مرة، في كلمته، الدعوة الى"مقاومة الغلو والى نشر العدالة وتحقيق التسامح للتقريب بين ابناء الامة الاسلامية"، وقال:"ان الوحدة الاسلامية لن يحققها سفك الدماء كما يزعم المارقون بضلالهم". وجاءت كلمة خادم الحرمين الشريفين لتؤكد الهدف الذي اراده من دعوته لقمة مكة الاستثنائية، وهو العمل بشكل جماعي لمحاربة افكار التطرف التي اساءت للاسلام، والى نشر الوسطية المستنيرة التي وصفها بأنها"الوسطية السمحة التي تجسد سماحة الاسلام". واعتبر ان"التدرج المنهجي هو طريق النجاح"، داعياً الى"البدء بالتشاور والتنسيق في كل شؤون حياتنا، السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية، للوصول الى مرحلة التضامن، وبعد ذلك الى الوحدة الحقيقية الفاعلة". وكانت القمة الاسلامية بدأت اعمالها قبل ظهر أمس في مكة وسط اجواء من التوافق الذي استطاعت اجتماعات وزراء الخارجية ان تحققه أول من امس في جدة، حيث توافق الوزراء على الوثائق الرئيسية الثلاث التي ستعرض على قادتهم، وهي برنامج العمل"العشري"ووثيقة"بلاغ مكة"والبيان السياسي. وعلمت"الحياة"ان القمة الاسلامية ستعلن اليوم تأكيدها ضرورة"تعميق الحوار بين المذاهب الاسلامية، وعلى صحة إسلام اتباعها وعدم جواز تكفيرهم، وحرمة دمائهم واعراضهم واموالهم، ما داموا يؤمنون بالله سبحانه وتعالى وبالرسول صلى الله عليه وسلم، وببقية اركان الايمان...". وستندد القمة ب"الجرأة على الفتوى لمن ليس أهلاً لها"، وتؤكد"ضرورة الالتزام بمنهجية الفتوى كما اقرها العلماء، وذلك وفق ما تم ايضاحه في قرارات المؤتمر الاسلامي الدولي الذي عقد في عمان في تموز يوليو الماضي، وفي توصيات منتدى العلماء والمفكرين التحضيري للقمة في شهر ايلول سبتمبر الماضي". وتعتبر هذه أول دعوة على مستوى القمة لاحترام المذاهب الاسلامية المعروفة، وعدم تكفير اصحاب أي مذهب لأصحاب المذاهب الاخرى، وهذا يعني دعوة الى وقف حملات الطعن والتشكيك التي اصبحت تستخدم لاهداف سياسية. وأوضح الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي اكمل الدين احسان اوغلي"ان الاختلاف بين المذاهب يجب ان يبقى اختلافاً فقهياً، ولا يتحول الى اختلاف سياسي". وعقد قادة ورؤساء وفود الدول الاسلامية جلستي عمل يوم امس، اقتصرتا على إلقاء الكلمات، في حين ستكون جلسة العمل الثالثة الاخيرة التي ستعقد صباح اليوم، هي جلسة مناقشة القرارات والتوصيات التي لا اختلاف عليها، لذلك يتوقع ان تنهي القمة اعمالها بتأكيد التوافق الذي مهد له وزراء الخارجية. وكان من ابرز الغائبين عن القمة الرئيس السوري بشار الاسد والمصري حسني مبارك والجزائري عبدالعزيز بوتفليقة بسبب وعكته الصحية والزعيم الليبي معمر القذافي وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني والسلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان.