تأخر أمس استئناف المفاوضات السودانية حول الأزمة في دارفور في العاصمة الفيديرالية لنيجيريا حيث التقى الوسطاء مع الاطراف الثلاثة بصورة منفصلة. وكان مقرراً ان تبدأ المفاوضات في ابوجا في العاشرة صباحاً. وهذه الجولة من المفاوضات هي الخامسة حول أزمة دارفور المستمرة منذ شباط فبراير 2003 في غرب السودان بين الحكومة السودانية وميليشياتها من جهة وحركتي تمرد رئيسيتين من جهة اخرى، وكانت افتتحت الجمعة في العاصمة الفيديرالية لنيجيريا برعاية الاتحاد الافريقي. وقال مصدر في الاتحاد الافريقي في مركز المؤتمرات في ابوجا ان المفاوضات ارجئت بناء على طلب الوسطاء"لأسباب لوجستية". ووفق المصدر نفسه ان التنزاني سالم احمد سالم الأمين العام السابق لمنظمة الوحدة الافريقية والذي يؤدي دور الوسيط في مفاوضات دارفور تابع لقاءاته مع ممثلي حكومة الخرطوم والحركتين المتمردتين. وتحدث بيان للاتحاد عن"مشاورات تتناول قضايا مختلفة تتصل ببرنامج العمل وطبيعة المفاوضات". وأشار الى مشاورات بين فريق الوساطة وفرقاء ليبيين ونيجيريين حضروا لتسهيل المفاوضات. وتحدث مصدر في الاتحاد الافريقي رفض كشف اسمه عن امكان وصول وفد تشادي، علماً ان الوساطة التشادية لم تكن حاضرة الجمعة عند استئناف المفاوضات بسبب خلافات على تمثيل المتمردين من حركة العدل والمساواة. ومن جهتها، اعلنت الحركة المذكورة انها ترفض استمرار الوساطة التشادية. وفي الخرطوم، قال مسؤولون في الاتحاد الافريقي ان القوات المسلحة السودانية اعتقلت ثم اطلقت ثلاثة اعضاء في جماعة متمردة في دارفور كانوا يحاولون الاتصال بقوات الاتحاد الافريقي لطلب المساعدة. وسافر الاعضاء الثلاثة في حركة العدل والمساواة الى مقر الاتحاد الافريقي في الفاشر طلباً للمساعدة بعدما تعرضت آخر قاعدة رئيسية لهم في دارفور للهجوم من جانب أكبر جماعة متمردين في الاقليم في الايام الاخيرة. وقال مسؤول الشؤون السياسية جان بابتستي ناتاما ل"رويترز":"التقارير التي لدي هي ان ثلاثة اعضاء من حركة العدل والمساواة في الفاشر اعتقلوا". وقال:"تعين علينا ان نتدخل للافراج عنهم"، مضيفاً انه افرج عنهم بعد بضع ساعات. واستؤنفت محادثات سلام دارفور في ظل قتال شرس بين الجماعتين المتمردتين في آخر معاقل لهما في جنوب دارفور. ووقعت مصادمات بين ميليشيا"جيش تحرير السودان"و"حركة العدل والمساواة"قتل فيها 11 شخصاً واصيب 17 في آخر معقل ل"حركة العدل والمساواة". وقال ناتاما ان الاعضاء الذين اعتقلوا من الحركة ارادوا الاتصال بالاتحاد الافريقي بشأن هذه الاشتباكات.