ذكرت مصادر قريبة الى الرئيس الموريتاني المخلوع معاوية ولد سيدي أحمد الطايع انه علم بأنباء الانقلاب الذي أطاحه بعيد اقلاع طائرته من الرياض في المملكة العربية السعودية، لكنه رفض التعليق على ذلك. وتردد أنه بقي متماسكاً، وحين طُلب اليه اعادة الطائرة التي كانت تقله، كونها ملك الدولة، وافق على ذلك. وأقلعت الطائرة ليل الخميس - الجمعة من مطار نيامي النيجر في اتجاه نواكشوط وسط حراسة مشددة. لكن بعض مساعديه الذين كانوا ضمن الوفد المرافق له، رفضوا العودة الى موريتانيا. وذكرت المصادر ان العقيد المختار ولد محمود المرافق العسكري، وكذلك مدير ديوانه ماء العينين ولد التومي، اختارا البقاء الى جانبه في النيجر، بينما لجأ النظام الجديد الى معاودة فتح مطار نواكشوط بعد اغلاقه فترة قصيرة. كما دعي الموظفون الى الالتحاق بعملهم وشرعت محلات تجارية في العودة التدريجية الى طبيعتها العادية. لكن مصادر ديبلوماسية لاحظت انه لم يتم اعتقال متنفذين في الحكومة السابقة على عهد الرئيس ولد الطايع، وفي مقدمهم رئيس الوزراء الصغير ولد مبارك، في اشارة من النظام الجديد لمواجهة الضغوط الدولية التي نحت في اتجاه ادانة الانقلاب والمطالبة بعودة النظام السابق، كون ولد الطايع رئيساً شرعياً منتخباً على رغم انتقادات أحزاب المعارضة الموريتانية ما تصفه بتزييف الانتخابات لمصلحة الحزب الحاكم السابق في كل الاستحقاقات. ولم تتأكد أنباء ترددت أمس في نواكشوط عن دعوة حزب الرئيس ولد الطايع الى حشد مناصريه في مواجهة النظام الجديد. غير ان المخاوف ما زالت قائمة حيال امكان لجوء الرئيس المخلوع الى استعادة السلطة بالقوة، في ضوء فشل محاولات أخرى استمرت أمس لحضه على التنازل عن السلطة في مقابل ضمانات بعدم محاكمته. وبدا ان اقدام النظام الجديد على اغلاق الحدود مع السنغال التي كان مقرراً ان يتوجه اليها الرئيس المخلوع، ينم عن استمرار هذه المخاوف. وكان لافتاً ان البلدان المغاربية، شركاء موريتانيا في الاتحاد المغاربي، وكذلك تجمع بلدان الساحل والصحراء لم تبلور مواقف ازاء الوضع في نواكشوط، خصوصاً ان المغرب ليس عضواً في الاتحاد الافريقي منذ انسحابه من منظمة الوحدة الافريقية عام 1984 احتجاجاً على اعترافها ب"الجمهورية الصحراوية". لكن بقية الشركاء في الاتحاد ينسحب عليهم الموقف الافريقي، في حين ان الرئيس السنغالي السابق عبدو ضيوف الذي يرأس المنظمة الدولية للفرانكفونية عبّر عن قلقه ازاء الاوضاع في موريتانيا، وجدد التأكيد ان"بيان بوماكو"الافريقي يحظر في شدة الاستيلاء على السلطة بالعنف وقوة السلاح.