قال الرئيس الموريتاني معاوية ولد سيد أحمد الطايع الذي أطاحه"انقلاب أبيض"نفذه كبار مساعديه في الجيش وأجهزة الأمن فجر الأربعاء، انه فوجئ عندما سمع بالانقلاب الذي استهدفه، وانه كان يعمل على تحسين العلاقة مع قوى المعارضة في البلاد. وقال الرئيس الموريتاني المخلوع عبر إذاعة فرنسا الدولية، ليل الجمعة - السبت، من نيامي النيجر:"لقد فوجئت كثيراً عندما علمت بالانقلاب الذي وقع في نواكشوط في وقت كانت البلاد تمر بفترة حداد على العاهل السعودي الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز. وكانت مفاجأتي أكبر عندما علمت بالفاعلين"، في إشارة إلى رفيقه العقيد أعلي ولد محمد فال المدير العام للأمن الوطني ساعده الأيمن في انقلاب 12 كانون الأول ديسمبر 1984 ضد الرئيس السابق محمد خونة ولد هيدالة والرجل ساعده في احباط العديد من المحاولات الانقلابية ضد حكمه. ويتولى ولد محمد فال حالياً رئاسة"المجلس العسكري للعدالة والديموقراطية"الحاكم. وتحدث الطايع عن الانقلاب الذي سمع به في الطائرة في طريق عودته من المملكة العربية السعودية حيث شارك في تشييع جنازة الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز، وكيف اضطر إلى تغيير وجهة رحلته من نواكشوط إلى النيجر. واعتبر أنه"لم تشهد إفريقيا أبداً انقلاباً أكثر حماقة ومأسوية من هذا الانقلاب". وتحدث الرئيس المخلوع بمرارة عن شعوره تجاه الضباط الذين أسند اليهم مسؤوليات رفيعة في الجيش والأمن، قائلاً:"فيما يتعلق بوضعي الشخصي فهو يذكرني بالحكمة التي تقول اللهم احمني من أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم". وفي رد مباشر على خصومه من المعارضة وحتى مساعديه الذين انتقدوا في شدة فترة حكمه التي دامت 21 عاماً، قال الرئيس الطايع مخاطباً الموريتانيين:"أعطيت أكثر كثيراً مما يمكن توقعه... لقد حقق النظام في موريتانيا منجزات أكبر مما كان متوقعاً، والآفاق السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية كانت واعدة". وأضاف:"كان البلد يعيش ديموقراطية تعددية ومنتدى الأحزاب كان يعمل لتحسين العلاقة بيننا وبين المعارضة". زوجة ولد الطايع وأبناؤه يلتحقون به في نيامي وفي نواكشوط ا ف ب أعلنت مصادر متطابقة ان زوجة الرئيس الموريتاني السابق غادرت نواكشوط للانضمام الى زوجها في النيجر. وقال مصدر ملاحي موريتاني ان عائشة منت احمد طلبة في موريتانيا تحتفظ الزوجة باسم عائلتها غادرت موريتانيا في رحلة عادية للخطوط الجوية الموريتانية من نواكشوط الى كوتونو عبر باماكو وابيدجان في طريقها الى نيامي. واكد مصدر مقرب من رئاسة النيجر هذا الخبر. وسمح العسكريون الذين استولوا على السلطة الاربعاء لزوجة الرئيس السابق بالعودة الخميس الى قصر الرئاسة لجمع اغراضها الشخصية وكل ما يخص عائلة ولد الطايع. واعلن مصدر عسكري ان السيدة الأولى الموريتانية السابقة غادرت القصر الرئاسي الاربعاء واقامت في منزل شقيقها في نواكشوط خلال عملية الانقلاب. واوضح مصدر مقرب من الرئاسة ان عائشة منت احمد طلبة غادرت المطار مع اربعة من ابنائها بالاضافة الى الخدم. نواكشوط: إطلاق إسلاميين وأفادت وكالة"الأخبار"الموريتانية المستقلة، مساء أمس، أن الشرطة الموريتانية أفرجت عن اثنين من المعتقلين الإسلاميين المتهمين بخرق قانون المساجد، بينما تستعد السلطات لإطلاق آخرين. وهما إمام مسجد أسامة السيد محمد الأمين ولد الجاه وإمام مسجد التوفيق السيد محمد ولد الحسين. وأضافت أن وزير الداخلية في الحكومة الموريتانية التي تتولى تسيير الشؤون العادية استدعى قادة الأحزاب السياسية العاملة في البلاد تمهيداً للمشاورات التي أعلن عنها المجلس العسكري الذي عقد، أمس، اجتماعاً طوال النهار، كما قال مصدر رسمي في نواكشوط.