أقرت وزيرة الدفاع الفرنسية ميشال إليو ماري بوجود تعاون"متقدم جداً"مع الولاياتالمتحدة في مجال مكافحة الإرهاب، من دون أن تنفي أو تؤكد وجود هيئة مشتركة تضم عناصر من الاستخبارات الخارجية الفرنسية دي جي أس أو والاستخبارات المركزية الأميركية سي آي إي تتخذ من باريس مقراً لها. وجاء تصريح إليو ماري أمس، رداً على سؤال وجه إليها عما أوردته صحيفة"واشنطن بوست"الأميركية والتي تحدثت عن مركز سري مقره باريس أطلق عليه اسم"إليانس باييس"قاعدة التحالف، ويضم عناصر من الاستخبارات الفرنسية والأميركية يتعاونون في شكل وثيق في مكافحة الإرهاب. وقالت إليو ماري إن ما ورد في"واشنطن بوست"يضم"أشياء صحيحة وأخرى من نسج الخيال"، وأن من بين الأشياء الصحيحة"عمل مشترك مع الولاياتالمتحدة وتحديداً في مجال مكافحة الإرهاب". وأشارت إلى"اتصالات مكثفة"بين فرنساوالولاياتالمتحدة، رافضة الكشف عن هيكلية التعاون القائم بين البلدين وتفاصيله. واكتفت بتأكيد وجود"تعاون متقدم جداً في مجال مكافحة الإرهاب". وذكرت إليو ماري أن فرنساوالولاياتالمتحدة عملتا على تعزيز تعاونهما في مجالات عدة مثل العمل الاستخباراتي والأعمال الوقائية والعمليات على الأرض خصوصاً في أفغانستان. ولفتت إلى ارتياح البلدين"لنوعية هذا التعاون الذي أتاح بالتأكيد تجنب عدد من الكوارث". تعاون ضد"القاعدة" من جانبها، نقلت صحيفة"لوفيغارو"الفرنسية عن أحد العاملين في مجال الاستخبارات قوله إن في وسعه أن يؤكد وجود الهيئة المشتركة الأميركية الفرنسية، مشيراً إلى أن عملها محصور فقط بمكافحة عناصر تنظيم"القاعدة"، وأن تسمية"قاعدة التحالف"أطلقت عليها لهذا السبب ونظراً إلى اسم التنظيم الذي يتزعمه أسامة بن لادن. وأشارت الصحيفة الفرنسية إلى أن بريطانيا وألمانيا وكندا وأستراليا تتعاون مع هذه الهيئة التي يتولى جنرال فرنسي مهمة تنسيق نشاطاتها، وأن الاستخبارات الأميركية وافقت على اعتماد اللغة الفرنسية للتعامل بين أفرادها. وكانت"واشنطن بوست"ذكرت أن هذه الهيئة أنشئت سنة 2002، لتحليل التحركات التي تقوم بها العناصر المشكوك بأنها إرهابية وإطلاق عمليات للتجسس عليها واعتقالها. ويعتقد بأن هذا التعاون الأميركي الفرنسي أتاح اعتقال الألماني كريستيان غانذاسكي، المعتبر من الأعضاء الأوروبيين المهمين في"القاعدة"وإيداعه السجن في فرنسا في حزيران يونيو 2003. دوست بلازي - رايس في موازاة ذلك، بدأت أمس محادثات جمعت وزير الخارجية الفرنسي ونظيرته الأميركية كوندوليزا رايس، خلال الزيارة التي يقوم بها فيليب دوست بلازي إلى العاصمة الأميركية، تزامنت مع احتفالات الولاياتالمتحدة بعيد الاستقلال الذي يتذكر من خلاله الأميركيون دور فرنسا العسكري في مساعدة المستعمرة البريطانية السابقة في الحصول على استقلالها. ويناقش الوزيران التعاون في مكافحة الإرهاب والرعاية الفرنسية الأميركية لعملية السلام في الشرق الأوسط ومبادرات بلديهما حول أفريقيا. وكالعادة، ستلقي الخلافات بين البلدين في شأن الحرب على العراق بظلالها على الاجتماع، مع أن الحكومتين الفرنسية والأميركية توقفتا عن تبادل الانتقادات وبدأتا في التركيز على نقاط الاتفاق بينهما. ويتوقع أن يناقش دوست بلازي ورايس كذلك العلاقات بين أوروبا والولاياتالمتحدة، في ضوء الأزمة الداخلية التي يعاني منها الاتحاد بسبب الرفض الفرنسي لدستورالاتحاد الأوروبي، وزاد منها صراع القوة بين الرئيس الفرنسي جاك شيراك ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير في شأن موازنة الاتحاد الأوروبي. وشارك دوست بلازي في الاحتفالات في مقر الاحتياط الفيديرالي الأميركي البنك المركزي بصفته ضيف رئيس البنك آلن غرينسبان. وتنتهي زيارته مع بدء قمة مجموعة الثماني. ومن المقرر أن يلتقي اليوم رئيس الاتحاد الأميركي لنقابات العمال جون سويني، كما سيلتقي الصحافيين وممثلين عن المؤسسات الفكرية الأميركية. ويتوجه الوزير الفرنسي الأربعاء إلى نيويورك حيث يلتقي الرئيس الأميركي السابق بيل كلينتون قبل أن يتوجه إلى شيكاغو لإجراء محادثات مع النجم الصاعد في الحزب الديموقراطي الأميركي السناتور باراك أوباما وعمدة المدينة ريتشارد ديلي.