أكد وزير الخارجية الفرنسي فيليب دوست بلازي ل"الحياة"ان فرنسا والولايات المتحدة عازمتان على مساعدة لبنان، وانه من الضروري عقد مؤتمر دولي لهذا الغرض قبل نهاية السنة الجارية. جاء ذلك خلال الرحلة التي قام بها دوست بلازي الى بروكسيل حيث شارك في المؤتمر الدولي حول العراق، ثم الى لندن حيث شارك في اجتماع وزراء خارجية مجموعة الثمانية. وقال دوست بلازي ان لبنان لم يشهد انتخابات حرة منذ مدة بعيدة، وانه كان من المهم بعد اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري ان تشهد البلاد على مدى أربعة اسابيع تحركاً شعبياً من أجل السيادة والحرية، وان المشاركة في الانتخابات والغالبية البرلمانية مستجدات مهمة. ورأى ان لبنان يواجه تحديات كبرى سياسية واقتصادية، وان فرنسا والولايات المتحدة ستساعدانه. وأشار الى ان فرنسا لا ترغب بأن تهيمن دولة أخرى على لبنان، لأنه بلد مستقل، ولن تحل أي دولة محل الدولة التي كانت تحتله. وقال دوست بلازي ان هناك أموراً مقلقة على صعيد الصراع الاسرائيلي الفلسطيني، منها استمرار الاستيطان، وان وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أدلت بتصريحات مطمئنة أثناء وجودها في مصر، حيث أعادت التذكير بضرورة وقف الاستيطان. لكنه لفت الى انه فيما كانت رايس تتحدث في مصر كان الاستيطان مستمراً وأعلن بناء مستوطنة جديدة في الضفة الغربية. وذكر ان ما يدعوه للقلق الشديد منذ مدة بعيدة هو ضعف الإدارة الفلسطينية، وعدم توافر مدارس ونظام اجتماعي، وان الأمور لا يمكن ان تستمر على هذا النحو، وينبغي على الأسرة الدولية والاتحاد الاوروبي المساعدة في هذا الإطار. وأضاف ان ما يقلقه من جهة أخرى، هو المسار الانتخابي الفلسطيني الذي كلما تأخر كلما تصاعدت المشكلة بالنسبة للرئيس محمود عباس، معتبراً عدم التزام رئيس الحكومة الاسرائيلي ارييل شارون بالانسحاب من غزة سيكون رهيباً، خصوصاً ان هناك قراراً سياسياً بذلك، ولا بد من احترام هذا الالتزام. وعن المؤتمر الدولي حول العراق قال دوست بلازي ان هناك رغبة أوروبية واميركية في إظهار ان إعادة الإعمار ستكون عملية مشتركة، وهناك ايضاً عزم فرنسي على شرح ضرورة اشراك كل القوى العراقية في المسار السياسي، وان يسود في الأذهان مبدأ وحدة أراضي العراق، فهذه هي رسالة فرنسا. وعقد الوزير الفرنسي، على هامش المؤتمر حول العراق، لقاءات ثنائية مع وزراء خارجية كل من العراق وايران والسعودية ومصر. وهو أكد لنظيره العراقي هوشيار زيباري ان فرنسا ستساهم بمبلغ 500 الف يورو في إطار حلف شمال الاطلسي، في تدريب مجموعات عسكرية عراقية خارج العراق، وانها وافقت ايضاً على تدريب قوات أمن عراقية على الاراضي الفرنسية، على ان تحضر الى فرنسا مجموعة من الخبراء العراقيين لمناقشة التفاصيل المتعلقة بذلك. وذكر الوزير الفرنسي ان زيباري أكد له ان العراق مهتم جداً بتعزيز العلاقات مع فرنسا وتطويرها.