صوتت الحكومة الاسرائيلية أمس بغالبية كبيرة ضد اقتراح بتأجيل الانسحاب من قطاع غزة المقرر في منتصف آب اغسطس لثلاثة أشهر، كما أفادت رئاسة الحكومة. ونقل عن رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون قوله في اجتماع الحكومة امس قبل التصويت ان"اي تأجيل للانسحاب سيكون خطيراً". وصوت 18 وزيراً ضد تأجيل الانسحاب بناء على اقتراح وزير الزراعة اسرائيل كاتس، وهو من المعارضين للانسحاب وينتمي الى"صقور"حزب ليكود الذي يتزعمه رئيس الوزراء ارييل شارون، في حين صوت ثلاثة وزراء، بينهم وزير المال بنيامين نتانياهو، مع تأجيل الانسحاب وكذلك اجلاء ثمانية آلاف مستوطن من القطاع. والوزيران الآخران اللذان صوتا مع تأجيل الانسحاب هما وزير الصحة داني نافيه وكاتس نفسه. وكان من المتوقع ان يدعم الوزير بلا حقيبة تساحي هنغبي اقتراح التأجيل لكنه صوت في النهاية ضده. ولم يعلن وزير الخارجية سلفان شالوم والوزير ليمور ليفنات سلفاً في اي جانب سيصوتان لكنهما صوتا ايضاً ضد اقتراح ارجاء الانسحاب. وكان نائب رئيس الوزراء الاسرائيلي شمعون بيريز، زعيم حزب العمل، أعلن قبل بدء اجتماع الحكومة أمس ان حزبه سينسحب من حكومة شارون اذا صوتت الحكومة بالموافقة على ارجاء الانسحاب من قطاع غزة. اما رئيس الوزراء ايهود اولمرت فقال ان جميع الوزراء يجب ان يدعموا قرارات الحكومة. وكان اعلان نتانياهو الجمعة انه سيصوت مع اقتراح كاتس رفع مستوى التوتر بينه وبين رئيس الوزراء شارون الى درجة الغليان تقريباً. لكن نتانياهو لن يصوت الى جانب التأجيل الاربعاء في الكنيست بالنظر الى ان دعم مشروع قانون رفضته الحكومة سيؤدي الى طرده من الحكومة. وسيتغيب نتانياهو عن التصويت محتذياً بذلك حذو شارون عندما كان وزيراً في حكومة نتانياهو عام 1997، عندما كان شارون معارضاً لاتفاق الخليل. وصوت شارون آنذاك في الحكومة ضد الاتفاق لكنه امتنع عن التصويت ضده في الكنيست. وقال احد المقربين من شارون ان رئيس الوزراء لا يستبعد طرد نتانياهو من حكومته و"لننتظر حتى الاربعاء. لكن في هذه اللحظة طرده نتانياهو ليس على جدول الاعمال. المهم هو خطة فك الارتباط، وليس عملاً ما يمكن اهماله لعدم أهميته. فك الارتباط يحظى بتأييد الغالبية في الحكومة والكنيست حتى من دون بيبي نتانياهو، وهذا هو المهم". وكتب المعلق السياسي يوسي فيرتر في صحيفة"هآرتس"ان اقالة نتنياهو من شأنها أن تصيب الاقتصاد الاسرائيلي وسوق الاسهم"بصدمة كبيرة". وأضاف:"اذا كانت هناك خطة لتفجير أزمة فهذا يعني أن شارون يسعى نحو الانقسام في ليكود ولتكوين اطار سياسي جديد. لا يوجد تفسير اخر لمثل هذه الاقالة لنتنياهو الذي يصفه شارون نفسه بأنه وزير مالية ممتاز." وبدأ نتنياهو عام 2003 سلسلة من الاصلاحات شملت تخفيض الضرائب وتقليص الانفاق الحكومي وخصخصة شركات تملكها الدولة في محاولة لتحقيق انفتاح في الاقتصاد الاسرائيلي الموجه الى حد كبير. وقدم المذكرة التي سيجري التصويت عليها في قراءة اولى الى البرلمان النائب زفولون اورليف من"الحزب الوطني الديني"الناطق باسم المستوطنين. وفي حال رفضها، كما هو المرجح، لن تناقش في الكنيست اي مذكرة أخرى قدمها نواب معارضون للانسحاب من قطاع غزة قبل البدء بتطبيقه في منتصف آب كما هو مقرر. وتنص خطة الفصل التي أعدها شارون، على الانسحاب من قطاع غزة واخلاء المستوطنات القائمة على أراضيه واجلاء اكثر من ثمانية آلاف مستوطن منها، كذلك اخلاء اربع مستوطنات أخرى في منطقة جنين بشمال الضفة الغربية.