أزال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عقبة رئيسية امام تنفيذ خطة الانسحاب من قطاع غزة بحصوله على دعم من حزب"شينوي"لموازنة العام 2005، ما يجنبه اجراء انتخابات كان يمكن أن تؤجل الانسحاب. وينص القانون الاسرائيلي على ضرورة المصادقة على الموازنة قبل 31 اذار مارس والا سقطت الحكومة وأصبح لزاماً تنظيم انتخابات مبكرة خلال تسعين يوماً، ما سيؤدي الى تأجيل خطة الانسحاب. ويبدو ان الدعم الاميركي لضم تكتلات المستوطنات الضخمة في الضفة الغربية الى اسرائيل، عزز صدقية شارون في مواجهة التيار"المتشدد"في ليكود، اذ اعلن رئيس الوزراء الاسرائيلي ان هذا الدعم مرتبط بقرار الانسحاب من قطاع غزة واخلاء المستوطنات ال21 فيه وكذلك اربع مستوطنات معزولة شمال الضفة. ونقل عن شارون قوله في صحيفة"هآرتس"امس بعد محادثات أجراها أول من أمس، في مزرعته مع زعيم حزب"شينوي"يوسف لابيد:"الموازنة ستمرر الآن". من جانبه، صرح لابيد بعد الاجتماع مع شارون:"اهتمام شينوي بتنفيذ الانسحاب واستمرار عملية السلام كان العامل الحاسم". يذكر ان حزب"شينوي"العلماني الذي يشغل 15 مقعداً في الكنيست المؤلف من 120 مقعداً، هدد بالتصويت ضد الموازنة بسبب مخصصات المؤسسات الدينية المرتبطة بحزب ديني متطرف في الائتلاف. وبموجب الاتفاق، ستمنح الحكومة 160 مليون دولار لأولويات"شينوي"مثل التعليم العالي ومخصصات لجنود الاحتياط. وقال معلقون سياسيون انه سيجري تمرير الموازنة التي يبلغ حجمها 264.5 بليون شيكل 61 بليون دولار بسهولة الآن في الكنيست الاربعاء، رغم اعتراض بعض أعضاء حزب"ليكود"على اخلاء كل مستوطنات غزة البالغ عددها 21 مستوطنة وأربع مستوطنات في الضفة الغربية. وبالنسبة الى معارضي الانسحاب من غزة المقرر أن يبدأ في تموز يوليو المقبل، فان رفض الموازنة كان وسيلة لتأجيل الانسحاب من غزة بعد الاخفاق في اقتراعات في الكنيست ومجلس الوزراء في وقف اخلاء مستوطنات مقامة على الاراضي التي يريد الفلسطينيون اقامة دولة عليها. لكن ما زالت هناك عقبة يتعين على شارون تخطيها، اذ ان الكنيست سيناقش اليوم اقتراحاً باجراء استفتاء على الانسحاب. ويبدو ان شارون المعارض لهذا الاقتراح الذي قدمه معارضون للانسحاب، ضمن ايضاً الحصول على غالبية من الاصوات المعارضة للاستفتاء. وقالت رينا اركمان التي تقيم في مستوطنة"نفيه دكاليم"في غزة، انها تأمل بأن تحدث معجزة، مضيفة:"ننتظر بمشيئة الرب الخلاص. لا نعلم من أين سيأتي". وأضافت مشيرة الى الهجمات التي تعرض لها مركز التجارة العالمي في نيويورك في 11 ايلول سبتمبر عام 2001:"لا يمكن التكهن ابداً، اذ صدمت طائرتان فجأة مبنيين. من كان يعتقد قبل ذلك بيوم أن مثل هذا يمكن أن يحدث".