أعلنت القاضية ساندرا داي أوكونور، أول امرأة في المحكمة العليا الأميركية وصاحبة الصوت الحاسم في قضية الإجهاض وغيرها من القضايا الاجتماعية المثيرة للجدل، أنها ستتقاعد، لتطلق بذلك صراعاً في شأن من سيخلفها. وهذه القاضية التي وصفها معلقون بأنها"أقوى امرأة أميركية"، تعتبر أول قاضٍ في محكمة العدل الأميركية تحال على التقاعد منذ عام 1994، معطية بذلك لجورج بوش فرصة لتعيين قاض في محكمة العدل العليا للمرة الأولى. وكان الرئيس الأميركي الأسبق رونالد ريغان عيّنها في منصبها عام 1981. وبرزت استعدادات على مدى سنوات لخوض معركة بين الليبراليين والمحافظين حول تعيين قاض جديد في المحكمة العليا، بعدما كان الاعتقاد السائد بأن رئيس المحكمة وليام رينكويست البالغ من العمر 80 عاماً الذي يعاني سرطان الغدة الدرقية، سيكون أول القضاة الذين سيتقاعدون. وبذلك، جعل تقاعد أوكونور موضوع تعيين قاض جديد أكثر إلحاحاً. وفي بيان صدر عن البيت الأبيض، وصف بوش أوكونور بأنها"قاضية مجتهدة ومثابرة حصلت على احترام على مستوى عالمي"، وأضاف أنه سيتشاور مع مجلس النواب لاختيار خليفة لها، مشيراً إلى أنه سيكون مجداً في بحثه. يذكر أن أوكونور التي كانت من المحافظين عند التحاقها بالمحكمة العليا، تحوّلت لاحقاً إلى الوسط وصوتت لمصلحة قضايا ليبرالية ومحافظة على حد سواء. وكان موقفها من قضايا مثل الإجهاض الذي تنظر إليه على انه"لا يتنافى مع الدستور وليس فوق الجدل"من المواقف التي اهتدت بها المحكمة العليا. وثمة اعتقاد بأن بوش يريد أن يعين قاضياً محافظاً بدلاً من أوكونور ل"ايجاد توازن"في المحكمة العليا التي يسيطر عليها أصلاً الجمهوريون.