أعلنت المحكمة الأميركية العليا وفاة رئيسها ويليام رينكويست بعد معاناة مع سرطان في الغدة الدرقية، في وقت يستعد الكونغرس الأميركي لبدء جلسات الاستماع لتثبيت تعيين القاضي جون روبرتس عضواً في المحكمة خلفاً للقاضية ساندرا داي أوكونور المستقيلة، بعدما عيّنه الرئيس جورج بوش للمنصب في تموز يوليو الماضي. ويتوجب على الرئيس بوش اختيار خلف لرينكويست، على أن يوافق الكونغرس على اختياره. وكان الرئيس ريتشارد نيكسون عيّن رينكويست في المحكمة العليا عام 1972، ثم عيّن رئيساً لها عام 1986 من جانب الرئيس رونالد ريغان. وتميز رينكويست بأنه كان دائم الحزم يجيد الإمساك بزمام المحاكمات والسيطرة على المحامين. كما انه اشتهر لعلاقاته الطيبة مع زملائه. وشكل رينكويست كتلة من المحافظين داخل المحكمة العليا مع انتونين سكاليا وكلارنس توماس. ولم تمنح وفاة رينكويست مساحة كبيرة لبوش زعيم الحزب الجمهوري لتغيير توازن المحكمة باتجاه اليمين، ولكنها أتاحت له الفرصة لتعيين قاض شاب ينتمي الى التيار المحافظ. وعمل روبرتس تحت إدارة رينكويست الذي يعد معلمه، ونشأت بينهما علاقة قوية. ويلعب القضاة التسعة في المحكمة العليا، دوراً محورياً داخل المجتمع الأميركي، إذ يطلب منهم أن يبتوا أحياناً في مواضيع اجتماعية حساسة كالحق في الإجهاض وحق الأقليات الإثنية وعقوبة الإعدام. وفي إمكانهم أن يقرروا تقاعدهم أو التخلي عن منصبهم في المحكمة لأسباب صحية. ولأن القضاة يعينون مدى الحياة، تؤثر اختيارات الرئيس في قرارات المحكمة لأعوام مقبلة. إضافة إلى أن بوش سيتمكن من تعيين وزير جديد للعدل يدير المحكمة ويمكنه التأثير في اتجاهاتها وعملها. ويحتل الحزب الديموقراطي 45 مقعداً في مجلس الشيوخ الأميركي وقوامه مئة عضو. ويمكن المعارضة استخدام الأقلية لمنع التصويت على الشخصية التي سيعينها بوش. ولكن ليس من المحتمل اتباع ذلك السيناريو مع روبرتس. ومن صلاحيات المحكمة الأميركية العليا النظر في قرارات محاكم الاستئناف الفيديرالية وفي بعض الحالات، في قرارات محاكم الولايات وفي الأحكام الصادرة عن المحاكم العليا في الولايات، وكذلك في المعاهدات. وفي بيان المحكمة الذي نعى فيه رينكويست، جاء أنه"توفي هذا المساء في منزله محاطاً بأولاده الثلاثة"في ولاية فرجينيا خارج العاصمة واشنطن مساء اول من امس. وكان الإعلان عن إصابة رينكويست بالسرطان في الخامس والعشرين من تشرين الأول أكتوبر العام الماضي، أي قبل إجراء الانتخابات الرئاسية الأميركية بأسبوع. ومنذ اشهر عدة، كانت استقالة رينكويست المحتملة لأسباب صحية، تثير جدلاً محتدماً في الولاياتالمتحدة. ولدى خروجه من المستشفى في 14 تموز يوليو الماضي، وضع رينكويست حداً للتكهنات في شأن احتمال استقالته، معلناً أنه سيبقى في منصبه طالما سمحت له صحته بذلك. وسبق لرينكويست 80 عاماً أن ادخل مستشفى أرلينغتون في منتصف تموز الماضي، للمعالجة، ثم خرج منها بعد يومين.