أعلنت وزارة الداخلية النمسوية أمس، أن النمسا تملك وثائق تدين الرئيس الإيراني المنتخب محمود احمدي نجاد بالتورط في اغتيال الزعيم الكردي المعارض عبدالرحمن قاسملو في فيينا عام 1989. وقال الناطق باسم الوزارة رودولف غوليا إنه"تم تسليم ملف يتعلق بأحمدي نجاد في أواخر أيار مايو الماضي، إلى قسم مكافحة الإرهاب الذي أحاله بدوره إلى النيابة العامة". وأضاف:"لم نتلق الى اليوم تعليمات بفتح تحقيق". وأوضح غوليا أن هذه الوثائق جمعها الناطق باسم حزب الخضر أنصار البيئة النمسوي للشؤون الأمنية النائب بيتر بيلز الذي طلب فتح تحقيق في شأن احمدي نجاد. وتعذر الاتصال بالنيابة العامة في فيينا. واغتيل قاسملو الذي كان اميناً عاماً للحزب الديموقراطي الكردستاني في إيران، وهو حزب معارض محظور، مع اثنين من معاونيه في فيينا عام 1989. ولم يعثر آنذاك على القتلة. رهائن السفارة الاميركية في موازاة ذلك، أكد مساعدون مقربون من أحمدي نجاد أمس، أن الرئيس المنتخب لم يلعب أي دور في عملية احتجاز الرهائن في السفارة الأميركية في طهران عام 1979، واصفين الاتهامات الموجهة اليه بانها"حرب دعائية". وصرح ابو الحسن الفقية، كبير مديري حملة احمدي نجاد الانتخابية للوكالة الطلابية الإيرانية"ان من ينشرون الاشاعات لديهم مستوى ذكاء متدن لانهم يقارنون ما بين الصورة المزعومة للدكتور احمدي نجاد في ذلك الوقت وصورته حالياً". وقال احد مساعدي نجاد طلب عدم الكشف عن اسمه:"نحن نعتبر هذه المسألة غير مهمة مطلقاً، وثبت ان احمدي نجاد لم يشارك في عملية الاحتجاز، ولذلك فليس هناك ما يمكن ان يقال". وكان البيت الابيض أعلن اول من امس، انه يواصل التحقيق في الادعاءات بحق احمدي نجاد. إلغاء غداء وحفلة على صعيد آخر، سعت إيران أمس الى التقليل من اهمية الحادثة الديبلوماسية التي تعرض لها وفد ايراني يترأسه الرئيس المحافظ للبرلمان الايراني غلام علي حداد عادل، اثناء زيارته بلجيكا، بعدما رفض الجلوس في مأدبة غداء تقدم خلالها مشروبات كحولية كان سيقيمها رئيس مجلس النواب البلجيكي هرمان ديكرو على شرف الوفد، إلا أن بلجيكا ابدت تفهمها لموقف الوفد. كما ألغت لان ماري ليزين رئيسة مجلس الشيوخ حفلة استقبال على شرف الوفد الإيراني"بعدما أكد حداد عادل مراراً رفضه مصافحة النساء". وقال آصفي إن أسلوب ليزين الانتقائي كان محكوماً"بالجو الذي خلقته وسائل الإعلام ضد بلادنا". اصفي، الذي حاول جاهداً تصحيح الصورة أمام الرأي العام الايراني بالقول ان اللقاء مع رئيس المجلس البلجيكي لم يكن مدرجاً على جدول الزيارة، كان نقل عنه أخيراً انه سعى إلى وضع البرلمان الإيراني بعد أربعة أيام من انتخاب احمدي نجاد في أجواء المتغيرات التي استجدت على الموقف الأوروبي من إيران، مشيراً إلى اتجاهها نسبياً نحو مزيد من التعقيد. وتمثلت التعقيدات الأوروبية في المواقف المتشددة من الملف النووي الإيراني أخيراً، لتصبح منسجمة مع الموقف الأميركي المطالب بتخلي إيران كلياً عن التكنولوجيا النووية وعملية تدوير الوقود. هذه التعقيدات قد تشكل الدافع وراء تأكيد حداد عادل خلال زيارته إلى بلجيكا على تلازم مسار الرئيس المنتخب بمسار الرئيس الايراني محمد خاتمي، حيث أشار الى ان لقاء خاتمي وأحمدي نجاد يعتبر"نقطة قوة"، مؤكداً عدم رغبة إيران بالاستفادة العسكرية من التكنولوجيا النووية.