اختتم عازف العود العراقي نصير شمة فاعليات مهرجان جبلة الثقافي الثاني بحفلة قدم فيها عدداً من مقطوعاته الموسيقية وسط حضور جماهيري يزيد على ألف شخص، تقدمهم الشاعرأدونيس، ابن المدينة التي عاشت ليلة استثنائية ذلك المساء. لم يغب العراق عن أذهان العازف الشهير ولا عن جمهوره، إذ أهدى بعض مقطوعاته للشعب العراقي القريب، ومنها مقطوعتي"سلام يا العراق"و"حدث في العامرية". وقال:"جئت إلى سورية لأعزف من اجل السلام القريب في العراق، وأشعر أن أهلي يستمعون إلى من هناك... كنت أريد أن اعزف من اجل الفرح لئلا يولد الطفل العراقي بإرث من الهم". وانتقد شمة في الكلمة التي ارتجلها على المسرح السكوت العربي عن الموت الجماعي الذي يتجدد يومياً. وقال:"كنا نريد أن يسقط شعبنا نظامه القديم من دون تدخل خارجي، يعمل على تقسيم بلادنا في هذه الصورة". وأهدى شمة للشاعر أدونيس الذي وجه إليه الدعوة للمشاركة في مهرجان جبلة مقطوعة عنوانها"مقام الدشت"، وهو مقام مستوحى من موسيقى الأكراد في شمال العراق. اللافت أن الحفلة استقطبت قطاعات واسعة من الجمهور، تجاوبت مع الموسيقى وعاشت لحظات تأمل وصمت صوفي نادر، على رغم أن العرض قدم في ساحة مفتوحة أمام المركز الثقافي العربي في المدينة. وواجه شمة خلال الحفلة ثلاث مشكلات: الأولى انقطاع أحد أوتار العود قبل العزف مباشرة، والثانية سقوط قطعة من الديكور خلفه لينجو من الإصابة، أما الثالثة فتمثلت في انقطاع التيار الكهربائي لمدة ربع ساعة لم يغادر شمة خلالها المسرح وداعب جمهوره بمزحة أكد فيها أن انقطاع التيار لعبة"من ألاعيب الكاميرا الخفية". وعزف شمة في الحفلة من دون فرقة موسيقية مصاحبة، وقدم برنامجاً يجمع بين مقطوعاته القديمة والجديدة، لاستقطاب جمهور يستمع إليه للمرة الأولى مثل مقطوعتي"رقصة الفرس"، ورقصة حب شرقية"اللتين تميزتا بنبرة إيقاعية واتساع مساحات الارتجال والى جوارهما زادت مسحات التأمل في مقطوعة عنوانها"نخيل بابل". إضافة إلى ذلك، عزف شمة بعض المقطوعات للمرة الأولى كتحية إلى الجمهور، منها مقطوعة"الجنة هناك". وقدم مقطوعة متميزة عنوانها"من أشور إلى بابل"، ترصد رحلة آلة العود من الشرق إلى الغرب الأوروبي. وتشير إلى تنوع طرق العزف والأداء لتقترب من التي"البزق"و"الغيتار". واختتمت الحفلة بمقطوعة"تنويعات"، وهي جولة في أرشيف التراث الموسيقي العربي المرتبط بآلة"العود". وكانت الحفلة الختامية لمهرجان جبلة الثاني الذي تنظمه "جمعية العاديات" شهدت أمسية للشاعرات السوريات رشا عمران ولينا الطيبي وهنادي زرقة.