قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس عشية اجراء محادثات مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان الفلسطينيين مستعدون لتنسيق الانسحاب من غزة مع اسرائيل ولكن لا يجري اطلاعهم على قضايا مهمة. وقال عباس انه يعتزم ان يؤكد لرايس التي تقوم بمهمة للمساعدة في ابقاء الانسحاب من غزة في منتصف آب اغسطس في مساره بعد تفجر لأعمال العنف ان السلطة الفلسطينية ستقوم بدورها ولكنها تحتاج الى ان يقوم الاسرائيليون بدورهم. ولكن اسرائيل تصر على ان الفلسطينيين هم المسؤولون عن الاخفاق في التوصل الى اتفاق بشأن التعاون قائلة ان عباس لم يفعل ما يكفي لكبح جماح جماعات النشطين التي تقف وراء الهجمات التي وقعت في الاونة الاخيرة ووترت وقفاً لاطلاق النار بدأ قبل خمسة اشهر. وقال عباس ل "رويترز" في مقابلة في مدينة رام اللهبالضفة الغربية ان "اهم نقطة سنناقشها مع الدكتورة رايس الانسحاب من قطاع غزة والتنسيق الاسرائيلي الذي لم يكتمل. سأقول لها نحن بحاجة لإجابات من الاسرائيليين هل ستتحول غزة الى سجن. نريد ان نعرف الحقيقة. الاسرائيليون لا يتعاونون. نريد ان نعرف كيف ومتى واين سيبدأ الانسحاب وما هو مصير المعابر". وبدأت رايس مهمتها في الشرق الاوسط وهي الثالثة الى المنطقة هذا العام بحض اسرائيل والفلسطينيين على العودة للتنسيق في ما يتعلق بالانسحاب المقرر من قطاع غزة في منتصف آب اغسطس والذي تأمل واشنطن ان يساعد في احياء تحركات السلام المجمدة. وجاءت محادثات رايس مع رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون ضمن حملتها الديبلوماسية لضمان تنفيذ خطة الانسحاب الاسرائيلية من قطاع غزة رغم تصاعد المواجهات. لكن جدول اعمال رايس الخاص بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني قطعته زيارة مفاجئة قامت بها وزيرة الخارجية الاميركية للبنان لتصبح ارفع مسؤول اميركي يزور البلاد بعد ان انهت سورية وجودها العسكري هناك الذي استمر 29 عاماً. وقال مسؤول كبير يسافر مع رايس "لا أريد ان ابالغ لكننا نرى علامات على مزيد من التعاون بشأن الانسحاب من غزة". وقالت رايس انها تعتزم التحدث مع الزعماء الاسرائيليين والفلسطينيين بشأن الحاجة لمقاومة "اي جهود من جانب الارهابيين لإفساد هذه اللحظة المفعمة بالامل." وقال المسؤول الاميركي ان رايس وجدت الامر "مشجعاً بصورة معتدلة"، ان قوات الامن الفلسطينية تصدت حديثاً لحماس لكن هناك حاجة لمزيد من التحرك ضد الجماعة الاسلامية المتشددة التي تمثل تحدياً متزايداً لعباس. وحض شارون رايس على الضغط على عباس لقمع الفصائل المسلحة حسب ما تطلبه خطة السلام "خريطة الطريق" التي تدعمها الولاياتالمتحدة. وفي احدث اشتباك قال الجيش ورجال اسعاف فلسطينيون ان القوات الاسرائيلية قتلت فتى فلسطينياً يبلغ من العمر 18 عاماً لدى مروره اثناء تبادل لاطلاق النار مع مسلحين في الخليل بالضفة الغربية. ولم يفعل الجانبان حتى الان شيئاً يذكر للتنسيق بخصوص عملية الانسحاب وما يليها. وشهدت الاتصالات بين الجانبين مزيداً من التراجع بعد حوادث العنف الاخيرة التي كانت أسوأ موجة من اراقة الدماء منذ اعلان هدنة بين الجانبين في شباط فبراير الماضي خلال قمة عقدت في مصر بين شارون والرئيس الفلسطيني محمود عباس. وتصر اسرائيل على ان يحل الهدوء قبل انسحابها من 21 جيباً استيطانياً في غزة واربعة من بين 120 في الضفة الغربية في ما يطلق عليه رئيس الوزراء الاسرائيلي خطة "فك الارتباط" من الصراع مع الفلسطينيين. وتطالب اسرائيل الفلسطينيين بان يفككوا فعلياً جماعات النشطاء وهو التزام عليهم بموجب خارطة الطريق قبل اجراء محادثات بشأن اقامة دولتهم. لكن اسرائيل من جانبها لم تف بالتزاماتها الخاصة بتجميد المستوطنات. لكن في ما عدا الانسحاب فان احتمالات صنع السلام تخيم عليها ظلال قاتمة من الشكوك. فقد جدد شارون الخميس التزامه بالاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الباقية في الضفة الغربية وهو تعهد من المؤكد ان يزيد مخاوف الفلسطينيين من أن تشدد اسرائيل احكام قبضتها على مستوطنات الضفة الغربية وهي ترحل عن غزة الفقيرة. وقال شارون اثناء زيارة لمستوطنة ارييل الكبرى في عمق الضفة الغربية "هذه المنطقة.. هذا التجمع السكني سيبقى جزءاً لا ينفصم عن اسرائيل الى الابد". وقال مسؤولون فلسطينيون ان المطلب الذي طال عليه الامد والخاص بتجميد بناء المستوطنات سيحتل مكاناً بارزاً على جدول الاعمال في اجتماعاتهم مع رايس. ويقولون ايضاً ان اسرائيل لا تتعاون بشأن كاف في ما يخص التفاصيل العملية لما سيعقب الانسحاب من غزة. واشاروا الى ان المساعدات الاميركية ستكون على جدول اعمال اجتماع رايس وعباس. وذكر مسؤول فلسطيني ان عباس سيوضح رفضه لاقتراح امريكي بدفع 14 مليون دولار للمستوطنين ليتركوا الدفيئات الزراعية الزجاجية سليمة على ان تستقطع الاموال من المساعدة الاميركية للفلسطينيين.