كانت مقبرة العوجة التي تضم رفات عدي وقصي نجلي الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين امس خالية تماماً في الذكرى الثانية لمقتلهما برصاص الجيش الاميركي. ولكل واحد من سكان هذه القرية الواقعة على بعد 180 كلم شمال بغداد حجة وعذر مناسب لكي لا يذهب لزيارة قبور عدي وقصي ومصطفى 14 عاماً نجل الأخير. ويقول أحمد الخطاب احد اولاد عم العمومة من العائلة نفسها"نحن لا نستطيع الذهاب الى المقبرة خوفاً من ان تكون القوات الاميركية وضعت كاميرات خفية لتصوير الذين يذهبون الى تلك القبور وبالتالي تلقي القبض عليهم". والمقبرة عبارة عن ارض جرداء تقع على مقربة من احد المواقع الاميركية. من جانبه يقول الحاج سعد حريمص"انا مريض ولا استطيع الذهاب الى المقبرة كوني مشلول لكن اسأل الله ان يتغمدهم برحمته ويسكنهم فسيح جناته". وكان عدي 39 عاماً وقصي 37 عاماً، وهما على رأس لائحة المطلوبين الخمسة والخمسين للقوات الاميركية، قتلا في مواجهة مع القوات الاميركية في مدينة الموصل 370 كلم شمال بغداد بينما تم القاء القبض على بقية المطلوبين بمن فيهم صدام حسين نفسه، او استسلموا او ما زالوا فارين. وقال سعد الناصري الذي كان يرتدي الدشداشة العربية وقدم نفسه على انه احد ابناء عمومة الرئيس المخلوع"انهم عدي وقصي ومصطفى من الشبان الاكثر نبلاً في العراق والاميركيون استخدموا احدث انواع الاسلحة للنيل منهم". يشار الى ان عدي المسؤول السابق عن تنظيم"فدائيي صدام"وقصي المشرف على قوات الحرس الجمهوري وابنه مصطفى وأحد الحراس الشخصيين كانوا قد نزلوا ضيوفاً عند الشيخ نواف الزيدان شيخ عشيرة البوعيسى في احد منازل مدينة الموصل. ويتذكر شاهر الخزرجي احد جيران المنزل الذي كان ينزل به نجلا صدام ما حصل يوم الحادث ويقول"في يوم 22 تموز يوليو من عام 2003 وعند حوالي الساعة السابعة صباحاً ترك نواف منزله مع عائلته ثم عاد بعد ساعتين مع احد ابنائه. وعند الساعة التاسعة والنصف طرق جنود اميركيون باب منزله فخرج مع ابنه ليبدأ بعده الهجوم على المنزل". ويضيف"دام الهجوم اربع ساعات ثم دخل جنود الى المنزل وخرجوا وهم يسحلون جثة قصي بينما اخرجوا الجثث الثلاث الأخرى ببطانيات". وبعد اربعة ايام من وقوع الحادث قام الجيش الاميركي بتدمير المنزل ذي الطابقين كلياً وما زال حتى يومنا هذا أرضاً جرداء. ويتابع الخزرجي ان"نواف وولده غادرا مع الجنود الاميركيين"ويضيف" والله اهرات مدينة الموصل اكثر شرفاً منه". وكان الجيش الاميركي عرض 15 مليون دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي الى القاء القبض على كل من الشقيقين عدي وقصي صدام حسين. وبعد 12 يوماً من الهجوم تم دفن جثتي عدي وقصي في مقبرة العائلة في قرية العوجة. وفي حي الاعظمية معقل السنة والمكان الاخير الذي ظهر فيه صدام قبل سقوط بغداد في التاسع من نيسان ابريل من عام 2003 تلاشت ذكرى نجلي صدام حسين من قلوب سكان الحي. ويقول خالد النعيمي 43 عاماً وهو عامل"عدي وقصي شيء من الماضي ذهب وانتهى، ما يهمنا هو اننا الآن بلا ماء او كهرباء او اي خدمات بعد مرور ثلاثة اعوام على الاحتلال". ويضيف ان"مقتل عدي وقصي لا يمثل شيئاً بالنسبة لنا فالبلد ليس بعدي وقصي انه بلد العراقيين جميعاً". لكن فوزي جاسم 38 عاماً وهو موظف من حي الكاظمية الشيعي شمال بغداد لا يستطيع ان يسامح عدي وقصي على ما فعلاه للعراقيين ويقول"انها فرحة كبيرة للشعب العراقي بأن نتخلص من الطواغيت الذين عانى الشعب العراقي منهم". ويضيف"نأمل ان شاء الله في ان نتخلص من الأب عندما يحكم عليه بالاعدام لكي تكون تلك فرحة الشعب العراقي الكبرى".