سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
روسيا وفرنسا تدعوان الى قرار جديد يفتح باب المشاركة الدولية في العراق وأنان يشدد على إقامة حكومة منتخبة في بغداد لانهاء الاحتلال سريعاً . انباء عن مقتل عدي وقصي خلال مواجهة مع الأميركيين في الموصل
رجحت مصادر عسكرية أميركية مقتل عدي وقصي صدام حسين، نجلي الرئيس العراقي المخلوع، في منزل دهمته القوات الأميركية في الموصل أمس واشتبكت مع المتحصنين فيه. وامتنعت واشنطن عن تقديم تأكيد قاطع لمصرع عدي وقصي، لكن مصادر عدة فيها قالت ان اثنتين من الجثث الأربع التي عثر عليها في المنزل، بعد الاشتباك الذي دام ساعات عدة، تحمل شبهاً كبيراً لملامح نجلي الرئيس المخلوع. وأبلغ وزير الدفاع الأميركي الرئيس جورج بوش بحادث الموصل. من جهة أخرى قال سكان في الموصل، وبينهم جيران المنزل الذي استهدف، ان عدي وقصي كانا مع أحد حراسهما ويدعى عبدالصمد في منزل نواف محمد الزيدان زعيم عشيرة بوعيسى الذي اعتقلته القوات الأميركية مع نجله بعد الحادث. ونقلت وكالة "فرانس برس" عن احدى قريبات صاحب المنزل، ان الأخير "أبلغ على ما يبدو القوات الأميركية بوجود نجلي صدام لديه"، مشيرة الى أنه أراد التخلص منهما. وتردد أن الجثة الرابعة هي لأحد أحفاد الرئيس العراقي المخلوع. وروى شهود عيان ان مدرعات أميركية طوقت المنزل بعد تلقي القوات الأميركية معلومات استخبارية. وأضافت ان المتحصنين في الداخل اطلقوا النار على القوة الأميركية المقتربة، فدار اشتباك شاركت فيه المروحيات ما أدى الى أضرار كبيرة في المنزل واندلاع حرائق. وقالوا ان الجنود الأميركيين اخرجوا لاحقاً أربع جثث متفحمة بغرض التحقق من هويات أصحابها. وسرق حادث الموصل الأضواء من كل عداه واتجهت الأنظار الى الدوائر العسكرية والاستخبارية الاميركية التي اكتفت حتى ليل أمس ب"ترجيح" مقتل نجلي الرئيس المخلوع أو القول انها متأكدة بنسبة تصل الى 95 في المئة. ويذكر ان اسمي عدي وقصي وردا على لائحة كبار المطلوبين التي اعلنتها القيادة الأميركية. ورأت مصادر مطلعة انه في حال تأكيد مقتل عدي وقصي فإن الأمر سيعتبر نجاحاً للقوات الأميركية في عملية المطاردة التي تشنها لاعتقال أركان النظام السابق وعلى رأسهم صدام حسين. وكان ينظر الى قصي 37 عاماً النجل الأصغر لصدام على أنه الخليفة المحتمل. وتولى قصي الاشراف على "الحرس الجمهوري" و"الحرس الجمهوري الخاص" ودوائر أمنية أخرى، وعرف بابتعاده عن الأضواء. وسرّع والده في السنتين الأخيرتين عملية تصعيده، اذ عينه نائباً له في المكتب العسكري اضافة الى القيادة القطرية لحزب البعث. في المقابل، تراجع موقع عدي 39 عاماً منذ تعرضه لمحاولة اغتيال في 1996 أصيب خلالها برصاصات عدة. وتولى عدي قيادة "فدائيي صدام" اضافة الى الاشراف على وسائل اعلامية ورئاسة اللجنة الأولمبية وعضوية المجلس الوطني. وتردد أن أربعة جنود أميركيين جرحوا في اشتباك الموصل وأن جندياً قتل في هجوم غرب بغداد. وستضطر عملية الموصل جميع المقربين من صدام حسين الى اتخاذ اجراءات احتياط اضافية، في وقت يبدو واضحاً أن القوات الأميركية والوحدات المخصصة لمطاردة الرئيس المخلوع وأفراد عائلته ومساعديه، تقوم بعمل دؤوب لا بد من أن يثمر عن سقوط مزيد منهم في قبضة مطارديهم. وتشير تقارير متباينة الى أن عدداً من أفراد عشيرة البوناصر التي ينتمي اليها صدام، والذين كانوا يتبوأون مراكز عالية في الحزب والسلطة، مارسوا في الفترة الأخيرة تراخياً في اجراءاتهم الأمنية، على رغم ان عمليات الملاحقة التي قامت بها القوات الأميركية تواصلت بوتيرة عالية في الاسابيع الماضية من دون هوادة، محققة نجاحات لا يستهان بها. وتقول مصادر اميركية ل"الحياة" ان عدد المعتقلين من أركان النظام السابق في معسكر "كروبر"، في منطقة مطار بغداد الدولي، بات يبلغ 200 شخص، سقط معظمهم بوشايات، في حين أن عدداً كبيراً آخر من المعتقلين هم من الذين اعتقلوا في عمليات دهم، خصوصاً في مناطق تكريت وديالى وبغداد والأنبار. ويبدو واضحاً ان عملية اختباء المسؤولين السابقين لا تتم بطريقة منظمة، أو تستخدم فيها سراديب خاصة أو أساليب تخفٍ أُعد لها بعناية، بل ان معظم الفارين يختبئون لدى أقربائهم، كما هي حال طارق عزيز الذي قبض عليه مختبئاً لدى شقيقته. وعلمت "الحياة" ان هذا المنطق المبسط الذي يعتمد على روابط التضامن العشائري، والبعيد كل البعد عن أي منطق حماية أمنية حقيقي، هو الذي اتبعته القوات الأميركية في عمليات المطاردة التي كادت أحداها في نيسان ابريل الماضي أن تقود الى القبض على صدام نفسه. وقالت مصادر مطلعة ان الرئيس المخلوع يتجول في المناطق التي تشهد سخونة أمنية مفاجئة، وانه زار قبل عشرة أيام مستشفى الفلوجة الذي دهمته القوات الأميركية بعد ذلك بساعات. وجرت عمليات دهم عدة طاولت منازل معظم الشخصيات البارزة في عشيرة البوناصر الدرع العشائرية الذي تشكلت منها البطانة المحيطة بصدام. وكانت مصادر ذكرت ان زوجة قصي صدام حسين خطفت قبل نحو اسبوع، من دون أن يعرف أحد ماذا حدث لها. وقصي المنفصل عن زوجته التي اقترن بها عام 1986 لم يطلقها وأبقاها على عصمته. ويعتقد بأن خطفها ساهم الى حد ما في الوصول الى مكان قصي وابنه مصطفى، إذا صحت المعلومات أنه كان في الفيلا في الموصل التي دهمت، وذكر شهود عيان من المدينة ل"الحياة" ان الجثث الأربع التي استخرجت منها ليست بينها جثة تطابق طول عدي أو قصي. وعلمت "الحياة" ان علي حسن المجيد، عضو مجلس قيادة الثورة، يرتدي حزامين من المتفجرات الناسفة حول وسطه باستمرار خوفاً من تعرضه للاعتقال، ولعلمه ان مصيره سيكون مأسوياً لو وقع في الأسر أو في قبضة مواطنين عراقيين. وقالت مصادر ان علي حسن المجيد الملقب بعلي الكيماوي، يتولى تنظيم قرابة ألف من أنصار الرئيس المخلوع، ومعظمهم من "فدائيي صدام" ومن عناصر اجهزة الاستخبارات السابقة، في جماعات تقاتل في المناطق المحيطة بتكريت والرمادي ومرتبطة بالعمليات التي تجري في الأنبار. وذكرت ان قائد هذه الجماعات هو شقيقه "الحاج عبد" الذي يتولى أيضاً مسؤولية شبكة أمنية شكلّت في الاسابيع الأخيرة لرصد الأهداف.