تجددت أجواء الاحتقان المذهبي في العراق، اذ اغتيل مساعد للمرجع الشيعي علي السيستاني في بغداد. وفي ما بدا ثأراً للحادث، خطف إمام سني من مسجد في العاصمة، في حين أكد قائد القوات الاميركية في المنطقة الوسطى الجنرال جون أبي زيد ان"شبكة ابي مصعب الزرقاوي في العراق مرتبطة بالقاعدة، وتملك تسهيلات في سورية". ومع اقتراب منتصف آب اغسطس الموعد المحدد لإنجاز الدستور العراقي، تعثرت عملية صوغه اثر خلافات سنية - شيعية - كردية على قضيتي كركوك وعضوية"بعثيين"من العرب السنة في اللجنة الدستورية، وسط اتهامات موجهة الى"الائتلاف الموحد"الشيعي بالعمل للتمديد لحكومة ابراهيم الجعفري. وتزامن ذلك مع كشف نائب رئيس البرلمان حسين الشهرستاني أن الدستور الدائم سيمنح الحكومات الفيديرالية حق انتاج وادارة الاحتياط النفطي الضخم للبلاد الذي تُقدر قيمته ب10 تريليونات دولار. وفي واشنطن، نُقل السفير الأميركي الجديد في بغداد زلماي خليل زاد قبيل أدائه اليمين في الخارجية الأميركية، الى مستشفى اثر تعرضه ل"مشاكل في جهاز التنفس". وكشف صدر الدين القبانجي امام صلاة الجمعة في النجف القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم أن المرجعية الشيعية تعتقد بأن اعدام صدام حسين"سيقضي على الارهاب". وانتقد بشدة واشنطن لفتحها حواراً مع جماعات مسلحة وتأخير محاكمة صدام ورموز نظامه. وفي تصعيد"مذهبي"جديد، اغتيل الشيخ كمال الدين الغريفي أحد وكلاء السيستاني واثنان من أتباعه في شارع حيفا في بغداد، عندما كان في طريقه لاداء صلاة الجمعة في حسينية الدوريين في منطقة العلاوي. وبعد ساعات على الحادثة، اقتحم خمسة مسلحين مسجد سعد بن أبي وقاص في المنطقة ذاتها وخطفوا إمامه عامر التكريتي. في غضون ذلك، أكد مسؤولون أميركيون وعراقيون لوكالة"أسوشييتد برس"أن الغالبية الساحقة من الانتحاريين في العراق أجنبية يتحدر معظمها من دول الخليج وشمال أفريقيا، وأن هؤلاء ينفذون عملياتهم بعيد تسللهم الى العراق لأنهم ليسوا"مقاتلين". وأكد مسؤول في وزارة الدفاع العراقية أن أقل من 10 في المئة من العمليات الانتحارية نفذها عراقيون. ونقلت الوكالة عن قائد القوات الأميركية في المنطقة الوسطى الجنرال جون أبي زيد أن"الأمر لا يتعلق برجل واحد"، في اشارة الى أبي مصعب الزرقاوي،"بل أن شبكته في العراق مرتبطة بالقاعدة وتملك تسهيلات في سورية وتجلب مقاتلين من شمال أفريقيا والسعودية". وكان مسؤول عسكري أميركي أكد ل"أسوشييتد برس"أن الجيش الأميركي درب 75 ألف جندي عراقي و93 ألف شرطي. وذكر نائب وزير الخارجية العراقي حامد البياتي ليل الخميس أن سورية تعهدت وقف تسلل المسلحين عبر أراضيها وان وفدها الى بغداد أكد توقيف 70 ألفاً منهم وإعادتهم الى بلادهم. في النجف، قال صدر الدين القبانجي خلال خطبة صلاة الجمعة أن وزير الدفاع الأميركي دونالد رامسفيلد والخارجية الأميركية يتحدثان صراحة عن اجتماعات بين سياسيين أميركيين ومسلحين مثل جماعتي"الجيش الاسلامي"و"جيش محمد"، من اجل"امتصاص الارهاب"، لافتاً الى أن"التسامح"في محاكمة صدام"محاولة لتهريبه". وأضاف أن أميركا تخالف أصول الديموقراطية التي تدعيها ...، وأنقل رسمياً عن المرجعية الدينية في النجف أن اعدام صدام هو القضاء على الارهاب في العراق". وزاد أن السياسة الأميركية مدانة لتسامحها مع"الارهابيين". أمنياً، اغتال مسلحون طاهر كاظم الربيعي ابن عم النائب الشيعي موفق الربيعي وأربعة هم ثلاثة زبائن وموظف في محله لبيع النظارات في العمارية غرب بغداد. كما قُتل عراقي وجرح آخر بانفجار سيارة مفخخة قرب أحد مقرات"حزب الدعوة الاسلامية"بزعامة الجعفري في منطقة المنصور شمال بغداد. وشهدت سامراء اشتباكات بين قوات عراقية ومسلحين استمرت ساعة، وأسفرت عن مقتل أربعة من قوة المغاوير التابعة لوزارة الداخلية، وجرح سبعة آخرين. وفي شرق المدينة، قُتل جنديان عراقيان وجُرح أربعة في منطقة ناحية المعتصم خلال اشتباكات بين القوات الأميركية والجيش العراقي وبين مسلحين.