حطم مسلسل التفجيرات اليومية في العراق رقماً قياسياً للمرة الاولى منذ الغزو الاميركي، اذ اوقعت عشر سيارات مفخخة حوالي مئة ضحية بين قتيل وجريح، وكانت"هدية"ابي مصعب الزرقاوي لحكومة ابراهيم الجعفري بعد يوم على ولادتها، فيما اعتبر قيادي في جماعة عبدالعزيز الحكيم المجلس الاعلى للثورة الاسلامية ان اعدام صدام حسين ورموز النظام السابق"افضل هدية"يمكن ان تقدمها الحكومة للعراقيين. ودعا الرئيس جورج بوش رئيس الوزراء العراقي الى البيت الابيض"في اقرب وقت ممكن"مشيداً ب"شجاعته"لكنه استبعد وضع جدول زمني لسحب القوات الاميركية من العراق في المدى المنظور، لأن مثل هذا القرار"ليس حكيماً"في هذه المرحلة. وحض الجعفري على استرضاء"المستائين"في اشارة ضمنية الى السنة. راجع ص6 و7 وحمل الزرقاوي بعنف على الرئيس الاميركي، وتوعد تلك القوات بتصعيد الهجمات محذراً المقاومة والمسلحين من اي تفاوض مع الاميركيين او"من يحالفهم". لكن وعيد الزرقاوي الذي يتزعم جماعة"قاعدة الجهاد في بلاد الرافدين"حصد مزيداً من ارواح رجال الشرطة والحرس الوطني، واستخدمت جماعته سيارات مفخخة في المدائن، وقصفت بقذائف"هاون"مقر الحرس والجيش في الاعظمية في قلب العاصمة العراقية، مشيرة الى اشتباك في الرصافة. واعلن العميد عادل مولان قائد شرطة محافظة ديالى ان الشيخ عبدالرزاق رشيد حميد امام مسجد الأقصى للسنة في منطقة المفرق غرب بعقوبة، فجر نفسه بقنبلة، خلال عملية دهم للمسجد نفذتها عناصر من الشرطة العراقية والقوات المتعددة الجنسية. وكان رئيس ديوان الوقف السني عدنان الدليمي أكد مقتل إمام سني، متهماً وزارة الداخلية بحملة اعتقالات طاولت أئمة مساجد سنية في بغداد وضواحيها ومشيراً الى احتجاز اربعة منهم. وفي خطبة صلاة الجمعة في مسجد ام القرى في غرب بغداد، انتقد الشيخ حارث العبيدي تشكيلة حكومة الجعفري و"تهميش السنة"مستهزئاً بمنحهم حقيبة السياحة بين خمس وزارات. وأسفرت سلسلة تفجيرات بسيارات مفخخة في بغدادوبعقوبة ومنطقة المدائن عن مقتل 24 عراقياً، في حين قُتل 13 عراقياً وثلاثة أميركيين في هجمات. وأوضحت وزارة الداخلية أن ثلاث هجمات بسيارات مفخخة في المدائن"أدت الى مقتل 9 أشخاص وجرح 35 آخرين". وأفاد مصدر في الوزارة أن انفجار ست سيارات مفخخة في أنحاء العاصمة أودى بحياة 14 عراقياً، فيما قُتل جندي عراقي بانفجار سيارة أخرى في بعقوبة. وتبنت جماعة الزرقاوي في أربعة بيانات نُشرت على الانترنت"هجمات انتحارية"في بغداد ومنطقة المدائن. وجاء في واحد من هذه البيانات:"إخوانكم في كتيبة الاستشهاديين دكوا صباحاً أربع سيطرات حواجز للحرس الوثني الوطني المرتد في المدائن ... فأحالوا المرتدين جيفاً تمتلئ بها الشوارع". وأوضح بيان ثان للجماعة أن"أسود التوحيد""دكوا موقع الحرس الوثني والجيش في قصر الأعظمية ومقر لواء الكرار ب15 قذيفة هاون ... وانقضوا عليهم"بأربع سيارات مفخخة استهدفت دوريات لقوات الأمن والجيش. أما البيان الثالث فتبنى هجوماً على عناصر أمن في بغداد، فيما تبنى الرابع هجوماً ب"سيارة ملغومة في منطقة العبيدي شرق بغداد". في غضون ذلك طالب القيادي في"المجلس الأعلى للثورة الاسلامية"بزعامة عبدالعزيز الحكيم صدر الدين القبانجي الحكومة الجديدة بأن"تتحدى الارهاب وتفعّل لجنة اجتثاث البعثيين لأنهم وراء كل عمل ارهابي في العراق". واعتبر أن"اعدام صدام وزمرته أفضل هدية تقدمها الحكومة الى أبناء الشعب العراقي". ارتياح وترحيب وفي سياق ردود الفعل الدولية على تشكيل حكومة الجعفري، اعرب الرئيس الايراني محمد خاتمي عن"ارتياحه"في حين حضت فرنسا الحكومة العراقية على العمل من اجل حوار بين"كل الطوائف"، والتقدم نحو ممارسة العراق سيادته"فعلياً"في الاطار الذي حدده القرار546. ورحب وزير الخارجية المصري احمد ابو الغيط بتشكيل الحكومة، لكنه لاحظ ان"الوضع المضطرب"في العراق سيبقى على حاله لفترة.