مع اقتراب انتهاء ولايته في وزارة الأمن، وأمام ازدياد الضغوط الدولية على ايران، منذ فوز المحافظ المتشدد محمود أحمدي نجاد بالرئاسة، كشف وزير الأمن والاستخبارات الايراني علي يونسي، ان وزارته اعتقلت ورحلّت 2 - 3 آلاف عنصر ينتمون الى تنظيم"القاعدة"، الى دول مجاورة أو التي يحملون جنسيتها. ونقلت وكالة الانباء الطالبية عن الوزير تأكيده تفكيك شبكة ل"القاعدة"قبل بضعة ايام، كانت تعدّ لاعتداءات في شرق ايران، واعتمدت على"طلاب في علوم الفقه ورجال دين سنة". وأشار يونسي الى ان بلاده، ومنذ سقوط نظام"طالبان"في افغانستان، واجهت"خمس موجات"لجوء لعناصر من"القاعدة"وحركة"طالبان"، وكان بينهم عناصر من جنسيات غير افغانية. ولفت الوزير الى ان السياسة التي اتبعتها ايران"اقتضت بالتصدي للموجة الأولى عبر الطرد، على غرار ما فعلته الدول الاخرى، بينما اعتمدنا اسلوب الاعتقال والتوقيف مع موجة اللجوء الثانية، لأن عناصرها كانوا ينوون استهداف دول أخرى انطلاقاً من ايران". وزاد:"أما موجة اللجوء الثالثة، وهي الأهم، فكانت أشبه بمواجهة مباشرة مع تنظيم القاعدة"، وتمثلت باختباء المقاتلين في مناطق من البلاد و"تم التعرف اليهم واعتقالهم". واعتبر يونسي ان"الهدف كان مواجهة المتعاطفين مع هذا التنظيم في غرب البلاد كردستان تحت شعار أنصار الاسلام ممن كانوا يترددون على العراق، وتم التعرف الى كثيرين منهم ومحاكمتهم، ولا يزال بعضهم في السجون الايرانية". وأشار يونسي الى"استهداف الموجة الرابعة، المتعاطفين مع التنظيم في شرق البلاد خراسان الذين يرتبطون بعلاقات مع مافيا المخدرات والاعمال الارهابية"، مؤكداً ان هؤلاء"كانوا عازمين على تنفيذ اعمال ارهابية في المدن الكبرى في ايران". وبينما شدد الوزير على ان افراداً من هؤلاء يقبعون في السجون، أعلن ان رأس هذه الشبكة يدعى عبدالمالك، ولا يزال متوارياً في منطقة بلوشستان الباكستانية. وعن"الموجة الخامسة"قال يونسي انها تشكلت في شرق ايران، ومن أعضائها أفراد من الموالين لفرق وجماعات بينهم طلاب علوم دينية من السنة اعتقلوا بمساعدة طلاب وعلماء أهل السنة، وما زال 200 من أصل الف منهم محتجزين. ولفت الى ان بعض هذه التنظيمات نشأ في شكل مستقل مناطقي، بعيداً من الرأس الاساسي لتنظيم"القاعدة"في افغانستان، واتهم بعضها الآخر بالخضوع ل"تأثير أجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية ونفوذها". ووجه يونسي اتهاماً مباشراً الى الولاياتالمتحدة معتبراً أنها تعمل لتنظيم بعض هذه الشبكات في ايران لضرب النظام"من خلال ضرب أمنه". وزاد:"أبلغنا الأطراف المعنية ودخلنا في مواجهات اسفرت عن التعرف الى عدد من هذه الشبكات". كما تحدث عن"حرية تحرك"أفراد من تنظيم"القاعدة"في دول عربية وبريطانيا، مشيراً الى ما وصفه ب"السياسة البريطانية غير المكتوبة مع القاعدة، وهي أشبه بسياسة: لا تقوموا بأعمال تخريبية، ونحن سنأخذ أوضاعكم في الاعتبار". على صعيد آخر، نفى يونسي علاقة الشاب الذي قتل أخيراً في خوزستان بجهاز الاستخبارات الايراني، متهماً"جهات معادية"بالسعي الى ضرب الاستقرار القومي والمذهبي في ايران. وأكد ان التغيرات الحكومية لن تؤثر كثيراً في الملف النووي الايراني، وان المسؤولين الايرانيين"مصممون على التمسك بحق الشعب الايراني القانوني"في هذا المجال.