لم تصح توقعات بعض المراجع المحلية والخارجية بأن ترى الحكومة اللبنانية الجديدة النور يوم السبت أمس. فبعض هذه المراجع كان أبلغ جهات دولية، حينما استعجلت تشكيل الحكومة ودعت الى تسريع انجازها ولمحت الى أن ثمة عرقلة لمهمة الرئيس المكلف فؤاد السنيورة، أن جهود التأليف قد تنتج حكومة جديدة السبت. لكن الأوساط المتابعة لعملية التأليف، قالت أمس ان الأمر يحتاج الى المزيد من الاتصالات التي يمكن أن تمهد لحلحلة بعض العقد، التي ظهرت ومنها ان للبطريرك الماروني بعض الملاحظات على الحقائب المسندة الى وزراء مسيحيين، اضافة الى مطالبة رئيس الجمهورية إميل لحود السنيورة بالسعي الى اجراء اتصالات مع العماد ميشال عون من أجل اشراكه في الحكومة على رغم رفض تمثيله مع حلفائه كتلة النائب الياس سكاف وحزب الطاشناق بأربعة وزراء وحصر هذا التمثيل بوزيرين كما حصل في تشكيلة سابقة. وقالت مصادر قريبة من الرئيس لحود انه ينتظر من السنيورة جواباً على الاتصالات التي سيجريها. وفي المقابل فإن أوساط السنيورة تفيد بأنه لم يتلق اشارات واضحة من لحود حين سلمه التشكيلة من 24 وزيراً لا تضم ممثلين لعون بعد أن شرح له أسباب استبعاد الأخير عنها وأبرزها اصراره على ان يتمثل بأربعة وزراء. وبالنسبة الى اصرار العماد عون على ان يحتفظ هو وممثلو حركة"أمل"و"حزب الله"بالثلث المعطل داخل الحكومة أي 8+1، فإن مصادر متصلة بالسنيورة تقر بصحة ما قاله عون لجهة ان القضايا الرئيسة لا تحل بالأكثرية بل بالتوافق السياسي مثل موضوع قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1559 والعلاقات مع سورية، وبالتالي فإن إصراره على الثلث المعطل مع أفرقاء آخرين لا مبرر له. وترى هذه المصادر ان السنيورة يريد أكثرية تضمن له السير بخطوات الاصلاح الاقتصادي والاداري، حتى لا تحتاج كل خطوة الى 4 أو 5 جلسات في مجلس الوزراء ولا يُخضِع أي فريق هذه الخطوة الاصلاحية أو تلك للمقايضات السياسية لأهداف معينة لا تمت الى الاصلاح بصلة. أما بالنسبة الى ملاحظات البطريرك صفير فعلمت"الحياة"ان السنيورة كان أوفد اليه أمس الدكتور داوود الصايغ، على أن يزوره اليوم في سياق مشاورات بدأها أمس مع القادة الروحيين بلقاء مع مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ويستكملها اليوم بزيارة صفير ومطران بيروت للروم الارثوذكس الياس عودة ونائب رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان.