كان أبطال فيلم"حبك نار"مصطفى قمر ونيللي كريم ومجدي كامل ورامز جلال، ضيوف برنامج"جانا الهوا"الذي تقدمه هالة سرحان على قناة روتانا. الحلقة التي عرضت الأربعاء الماضي، لم يكن فيها ما يميزها عن بقية الحلقات التي تقدمها سرحان. فمشاهد هذه المذيعة يشعر في كل برنامج أو حلقة تقدمها، أنها ستقدم شيئاً غريباً قبل نهاية كل حلقة. كأنها لا تفوت حلقة من دون ترسيخ موقف. وفي معظم الأحيان تبدو معظم برامجها أشبه بالديوانيات التي لا يمكن أحداً أن يتنبأ عما سيحدث أو الحديث الذي سيدور فيها. لم تتوانَ هالة عن إحراج نيللي كريم - على سبيل المزاح - في أسئلتها، ربما لأن نيللي كانت الأكثر خجلاً من بين زملائها الثلاثة الآخرين. مصطفى قمر بدا خجولاً أيضاً. لذلك انحصرت بطولة الحلقة بين رامز ومجدي وهالة نفسها. طبعاً رامز ومجدي هما ند واحد لبطلة كل حلقات"جانا الهوا"التي تتحدث دائماً بثقة. لم يشأ رامز أن تمر الحلقة من دون أن يرفقها بمزحة. لا أحد يعلم إن كانت المزحة متفقاً عليها أم لا؟ فليس من السهل المزاح مع هالة سرحان؟ فاجأها الشاب الذي وصفته بپ"خفيف الظل"، بمفرقعات كادت تودي بقلبها، فهي وضعت يدها عليه ? القلب - كما بدا في الحلقة. هل كان ذلك تصنعاً أم أنه خوف حقيقي؟ سبق مصطفى قمر كل ما يدور في عقل هالة باعتذار لبق. فبحسب اعتذاره كان الأمر مدبراً بينهم. رامز قّبل رأس هالة ويدها اعتذاراً، فالأخيرة وقفت مهددة بكوب الشاي ربما ماء، ترى هل كانت فعلاً ستدلقه عليه لو لم يعتذر بتلك الطريقة؟ رفعت الكوب إلى أقصى حد ممكن. كان المشاهد سيتفرج على الشاي أو الماء يسيل من شعر رامز إلى قدميه، لولا أنه امتص غضب"العملاقة الإعلامية". ثم من سيحاسب هالة سرحان لو دلقت الشاي على رأس رامز؟ أحياناً ينسى ضيوف"جانا الهوا"أنهم في حال مواجهة أمام الكاميرا. ربما لأن هالة سرحان تنقل عدوى"العفوية"إليهم! ولكن هل هي عفوية فعلاً؟ هل تنسى الدكتورة أنها أمام أعداد هائلة من المشاهدين؟ لا يستطيع أحداً أن ينكر أنها"نجمة"بعيداً مما تقول وتتصرف، وبعيداً من معنى النجومية أيضاً. من لا يعرف هالة سرحان؟ - هذا مقياس النجومية! يدخل برنامج"جانا الهوا"عامه الثاني خلال شهور، ومعه تكون هالة سرحان أكثر المذيعات محافظة على أسلوبها في كل برامجها، سواء تلك التي عرضت في"إي أر تي"أو"دريم"من قبل، أو حتى في"روتانا"منذ انطلاقها. ومن تابع برامج هالة سرحان يلاحظ من دون شك، بقاءها على"الثيمة"ذاتها: جرأتها وحركتها التي لا تهدأ أمام الكاميرا، كالمذيعات الصغيرات. هي تتحرك في الإستوديو بحرية، فمن يردع المسؤولة؟ تعطيك شعوراً بأنها تستطيع أن توقف أي ضيف عن الحديث إذا أرادت أن تتحدث، حتى لو اضطرت إلى الديكتاتورية! تعرف أيضاً كيف تمدح ضيوفها وتنسج حواراً بين الضيوف أنفسهم. لم تخلُ إطلالاتها من إزعاج كثيرين أيضاً، ويدل على ذلك تهجم بعضهم عليها. ما تفعله هالة ربما كان بالنسبة إليها سمة تتباهى بها، فلا يحق للمذيعات الصاعدات التحكم في الحلقة رغماً عن الجميع. هالة أيضاً لا تفوّت أن تقدم"رشوة"إلى ضيوفها الشباب، كي يوافقوا على تحكمها المفرط، فهي تكيل مطولات المديح لتقدم ضيوفها، مما يعني أن حلقاتها مهمة! وهذا ما يتجلى في كل تلك الحلقات. ربما يمكن أن نجد عذراً لها فهي تقدم برنامجاً في قناة تسوّق مطربيها، وبالتالي لا جديد في أن يكون البرنامج ذاته تسويقاً للضيوف الذين تربطهم علاقة ما بالقناة، في معظم الأحيان. هل تفكر هالة يوماً في ترك الشاشة؟ كيف تفعل وبرامجها تبدو كزيارة إلى صديقة أو زميلة، كجلسة ديوانية تضطر هي لحضورها كل أسبوع؟ ويدل على ذلك"العفوية"في كل حلقة! هالة ليست رازان، فلن تقحم نفسها في الغناء، ولا في أي مجال آخر. ولكن هل التلفزيون فعلاً محطة هالة سرحان الأخيرة؟ إلامَ تطمح هذه"الإعلامية الكبيرة"؟