يصعب تحديد ما اذا كانت الاعلامية هالة سرحان في برنامج "ساعة بقرب الحبيب" واثقة بنفسها الى حد الغرور في ردّها على الانتقادات الموجهة اليها من الصحافة والتي جمعها البرنامج ليواجه بها طوني خليفة ضيفته، أم لا؟ ويصعب تحديد ما اذا كانت الاسئلة المعدّة "بعناية" تريد ان تستفز المذيعة المعروفة لتخرج عن طورها فتقول أشياء تصبّ في خانة الاثارة والتشويق والعناوين الهجومية، أم تريد كشف بعض الحقائق من الحياة المهنية لهالة، وهي بلا شك حياة حافلة بالحروب الصغيرة والكبيرة، وتستحق النشر؟ وعلى رغم ان البرنامج شخصي الى حد بعيد، ومن الطبيعي ان تتردد فيه كلمة "أنا" على لسان الضيف، الا ان كلمة "انا" في حلقة هالة سرحان كادت تكون أكبر "انا" وأكثرها حضوراً وأوسعها استخداماً من كل "الانوات" الأخرى التي استقبلها البرنامج على مدى عشرات الحلقات. ولعلها الحلقة شبه الوحيدة التي بدا فيها خليفة متوجساً من رد فعل ضيفته. ومع ان بداية الحوار كانت لبقة ورشيقة و"على الناعم"، فقد ارتفعت حرارة الاسئلة بين الشخصي والمهني الى درجة ان طوني خليفة كان ينتظر من هالة ان تقول له في أحد ردودها "أنت قليل الذوق" كما قال علناً بعدما لاحظ ان أجوبة هالة بدأت تنحو في اتجاه استخدام كلمات حادة في انفعاليتها. ومع ان هالة - احياناً - كانت تركز في هجومها على مَنْ قال "الأقوال" التي يذكرها طوني امامها، لكنها كانت توحي بأن طوني "سيأكل نصيبه" لمجرد انه يقوم بطرح الاسئلة الصدامية. لم تفعل هالة سرحان في حلقة "ساعة بقرب الحبيب" اكثر مما كانت تفعل في برامجها، امرأة حاضرة لأدنى ملاحظة، جاهزة لمواجهة اي جملة، مستنفرة لصد أي محاولة نقد على رغم انها، كما قالت، ترغب في ان يقول لها النقد احياناً "أنتِ أخطأتِ هنا" أو "ان هذه المعلومة غير صحيحة"، لكن أسلوب ردها على اسئلة طوني اعطى انطباعاً بأن تقبّل النقد غير وارد عندها، وانها ديكتاتورة وقد استساغت هذا الوصف في ما تفعل وما تقول جملة وتفصيلاً. لا شك في ان بعض الآراء التي أوردها البرنامج ضد هالة سرحان كان نافراً، ومن الطبيعي ان تدافع عن نفسها بالشكل الذي يناسبها كما تعتقد، و هذا ما منح الحلقة حرارة ظهرت على وجه طوني الذي اضطر الى تغيير بعض المفردات في الاسئلة خشية اخراج هالة عن طورها الذي يبدو انه لا يحتاج الى كثير استفزاز حتى يتحرّك ويتقدّم ويسيطر. والعذر الحقيقي لهالة في ما انفعلت به هو انها شعرت بأن افضل طريقة للدفاع هي الهجوم، من دون ان تتنبّه الى رد فعل الجمهور الذي قد يوافق على ذلك وقد لا يوافق، فهمها كان تبيان وجهة نظرها اولاً وأخيراً، ونقل التهم الموجهة اليها، الى الآخرين، اي الى مصادر الاتهام نفسها، فلم تعط براهين على عكس ما يقال عنها في اسئلة طوني، بقدر ما حوّلت كل سؤال الى سؤال مضاد في وجه مطلقيه، لظنها انها في هذه الحال تبرئ نفسها من اي كلام او أفعال أو مواقف بما يُقنع المشاهد انها على حق! اختارت هالة سرحان في "ساعة بقرب الحبيب" أجمل العبارات لتذكر بها مديرها السابق في العمل في ART الشيخ صالح كامل، ومديرها في "دريم" الدكتور أحمد بهجت، ومديرها في عملها الجديد في "روتانا" الأمير الوليد بن طلال، ولم تعترف بخطأ، ولو واحد، في معرض استرجاع الماضي المهني الذي تقلّبت فيه في مواقع عدة. كأن هالة سرحان قررت مسبقاً انها لا تريد ان تظهر مظلومة، اي ضعيفة، في "ساعة بقرب الحبيب". لكنها ايضاً لم تستطع لجم "القوة" الملتبسة التي أبدتها خارج السياق المقنع!