نشرت كلوديا كاردينالي أخيراً مذكراتها السينمائية والخاصة في كتاب عنوانه"نجومي"صدر لدى دار نشر ميشيل لافون الفرنسية. وتحكي كاردينالي في الكتاب فترة شبابها الأول في مسقط رأسها تونس، ثم مشوارها غير المتوقع مع السينما والنجومية، مركزة على ما يتميز به هذا الطريق منذ البداية من مفاجآت وأحداث قررها القدر المكتوب من دون أن تلعب فيها شخصياً أي دور مباشر. وبين المقتطفات الأكثر طرافة في الكتاب تحتل كل من الحكايتين الخاصتين بعمر الشريف ومارلون براندو مكانة مميزة جداً سواء بسبب الحدث نفسه أو بفضل الأسلوب الذي اعتمدته في نقل الحدث إلى القارئ... أسلوب يتصف بالفكاهة وروح النكتة في ما يخص عمر الشريف، ثم بالأسى، بل بالندم الشديد في حالة مارلون براندو. وتدخل القدر السينمائي في حياة كلوديا كاردينالي، وهي بعد شابة، من طريق عمر الشريف حينما وجدته يقف أمام باب مدرستها في تونس من دون أن تعلم من هو. وتحدث معها ليعرفها إلى نفسه ويفسر لها سبب وجوده هنا. لكن الفتاة التي اعتادت مغازلة الصبيان في وقت خروجها من المدرسة هربت منه بعد أن أفهمته بوضوح أنها لا تصدق كلمة من كلامه في ما يخص عمله في السينما المصرية، مرددة له العبارة الشعبية المعروفة"كان غيرك أشطر". عاد عمر الشريف في اليوم التالي بصبحة رجل آخر أصر على أن تسمع كلوديا كلامه. وأكد لها أنه يعمل في الحقل السينمائي وأنه يستعد لتصوير فيلم عنوانه"جحا"من بطولة عمر الشريف. وأضاف أنه يتمنى منح أحد الأدوار النسائية في الشريط للآنسة كاردينالي إذا وافقت على قراءة السيناريو والتصريح إلى عائلتها بالأمر بما أنها لم تبلغ الثامنة عشرة بعد، وهذا ما حدث فعاشت المراهقة كلوديا أول تجربة فنية في حياتها إلى جوار فتى الشاشة المصرية الأول. شخصية روائية وبعد مرور سنوات طويلة على هذا الحدث، وفي إطار ظروف مختلفة للغاية، كان مارلون براندو سمع بوجود الممثلة الإيطالية الشابة في هوليوود فاتصل بها هاتفياً وعبر لها عن رغبته في زيارتها في الفندق الذي أقامت فيه: مارلون براندو، النجم الذي لم يقدر على مقاومته أحد، وخصوصاً النساء، إذ قيل بحسب ما تؤكد كلوديا كاردينالي آن بعض الممثلات الأميركيات، وحتى المعروفات منهن، كن على أتم استعداد لعرض خدماتهن عليه من أجل غسل قدميه وبالتالي الاقتراب منه ولمس جلده. وافقت كلوديا على الموعد بلا تردد متخلصة في غمضة عين من شلة أصدقاء كانت تستوطن غرفتها في تلك السهرة. واستقبلت براندو الذي راح يغازلها من دون سابق إنذار وبأسلوب سينمائي وكأنها شخصية روائية خارجة مباشرة من سيناريو أحد الأفلام وليست امرأة حقيقية من لحم ودم، ما أثار ضحكها وجعلها رغماً عن ميلها الشديد تجاه براندو وجاذبيته الفذة، ترفض أي علاقة معه وتعرض عليه قضاء سهرة ودية مبنية على تبادل الدردشة والنكات الخاصة بالعمل السينمائي. وتعترف كلوديا كاردينالي بأنها عقب مغادرة براندو غرفتها ضربت رأسها في الحائط وشعرت في الوقت نفسه بكثير من الفخر لكونها الوحيدة تقريباً التي قالت"لا"لأوسم رجل في العالم. وتضيف أن صديقاتها المقربات ما زلن حتى الآن يرفضن تصديق هذه الحكاية كلياً ويفضلن الاعتقاد بأن كلوديا قضت مع براندو ليلة حب خيالية تحتفظ بها لنفسها وتبني من حولها أسطورة كاذبة تستفيد منها شخصياً لتدعيم سمعتها كامرأة وفنانة جادة لا تخضع إلى المغريات.