عاد الملايين من سكان العاصمة البريطانية لندن في تحدٍ إلى أعمالهم أمس، موجهين رسالة مفادها"اليوم عمل كالمعتاد"بعد اعتداءات الخميس الماضي التي قتل فيها 49 شخصاً على الأقل. وقال ناطق باسم شبكة أنفاق لندن التي تنقل ثلاثة ملايين راكب يومياً:"القطارات مملوءة ومنطلقة"، أما حافلات لندن التي يشتهر بعضها بأنها ذات طابقين والتي تنقل ستة ملايين راكب في اليوم، فاستأنفت العمل بصورة شبه طبيعية. وقالت بام براميدغ، وهي موظفة حكومية، إنها تعمدت أن تجلس في الطابق الثاني من الخط رقم 30، وهو الخط عينه الذي فجر فيه الطابق الثاني في هجوم الخميس. وذكرت بام أنها غير مندهشة من التحدي الذي أبداه سكان لندن، والذي تجلى أيضاً الأحد خلال الاحتفال بالذكرى الستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية. غير أن المواطنين تحدثوا عن شعور بعدم الارتياح والقلق لا يزال مسيطراً عقب التفجيرات. وقالت جانيس روز إنها كانت"خائفة"في أول يوم عمل كامل، مشيرة إلى أنها غادرت منزلها في وقت مبكر عن الموعد المعتاد لتجنب ساعة الذروة. وقالت روز:"أعتقد بأنني ما زلت مصدومة وأشتبه في كل من أراه حولي في القطار أو الحافلة. أصابتني التجربة بحالة من الفزع". وتحدث ركاب آخرون عن"حالة من الشك والريبة"انتابتهم عندما استقلوا المواصلات العامة، ولكنهم أضافوا أنه يتعين عليهم محاولة التأقلم على ممارسة حياتهم في شكل طبيعي. وخارج محطة كينغز كروس، انتشرت باقات الورود واصطفت أعلام جنوب أفريقيا وكندا وأستراليا إلى جانب العلم البريطاني. وذكرت الشرطة أن عدداً كبيراً من الأجانب، منهم العديد من المسلمين، يعتقد بأنهم كانوا بين الضحايا. ومن المقرر أن يعلن عن أسماء الضحايا وهوياتهم خلال الأسبوع الجاري. ودعت الشرطة البريطانية سكان لندن للعودة إلى العمل أمس، حتى يثبتوا لمهاجمي"القاعدة"الذي تبنى التفجيرات أنهم لم ينجحوا في ترويع عاصمة بريطانيا وإذلالها. وقال نائب قائد شرطة لندن آندي تروتر موجهاً حديثه إلى سكان العاصمة البريطانية:"لندن مستعدة لاستئناف العمل. إذا لم تفعلوا ذلك سيكون الإرهابيون كسبوا، وهذا ما لا نريده". في موازاة ذلك، ذكر استطلاع لهيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن عدد المتسوقين في وسط لندن خَفُضَ نحو 25 في المئة منذ الاعتداءات. وواصل أقارب المفقودين خلال الهجمات عمليات بحث يائسة للوصول إلى معلومات. وغطيت الحوائط القريبة من محطة كينغز كروس التي شهدت أسوأ التفجيرات بصور المفقودين ونداءات لمن يعرف أي معلومات عنهم. وأقر وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك بأن من المحتم أن يظل البريطانيون متوترين إلى أن يعتقل منفذو الهجمات. وأرسلت الولاياتالمتحدة خبراء الطب الشرعي في مكتب التحقيقات الفيديرالي لمساعدة الشرطة البريطانية في عمليات التشريح وتحليل النتائج المستخلصة من مواقع التفجيرات. ليفينغستون في موازاة ذلك، قصد عمدة لندن كين ليفينغستون عمله مستقلاً مواصلات مترو الأنفاق، منضماً إلى مستخدمي هذه المواصلات لتشجيعهم على تأكيد عودة الحياة إلى لندن وتصدي سكانها للإرهابيين. وقال وهو في طريقه إلى مقر عمله في سيتي هول:"جميعنا ذاهبون إلى أعمالنا، جميعنا نحمل معنا حيواتنا، لن نسمح لمجموعة صغيرة من الإرهابيين بتغيير أسلوب حياتنا". وعمد ليفينغستون بعد ذلك إلى فتح سجل للتعزية في سيتي هول وقع عليه نجوم رياضة وزعماء روحيين وغيرهم. وأعيد إصلاح جزء كبير من خدمة المواصلات التي تضررت في لندن. وأكد مسؤولون في الخدمة أن عدد مستقلي وسائل النقل عاد تقريباً إلى سابق عهده.