حذرت وزيرة بريطانية مواطنيها امس من توقع نتائج سريعة لعملية ملاحقة مفجري تنظيم القاعدة المشتبه بهم الذين قتلوا 52 على الاقل في أسوأ هجوم تتعرض له العاصمة البريطانية في وقت السلم. وبعد ان عاد الملايين من سكان العاصمة البريطانية لندن الى اعمالهم امس في تحد موجهين رسالة مفادها «اليوم عمل كالمعتاد» بعد هجمات يوم الخميس الماضي نشر المسؤولون أول قائمة رسمية عن هوية الضحايا. وقال متحدث باسم شبكة انفاق لندن التي تقل ثلاثة ملايين راكب يوميا «القطارات ممتلئة ومنطلقة.» اما حافلات لندن التي يشتهر بعضها بانها ذات طابقين والتي تقل ستة ملايين راكب في اليوم فقد استأنفت العمل بصورة شبه طبيعية. ولم تعتقل الشرطة البريطانية حتى الان أحداً بتهمة صلته بالهجمات على ثلاثة قطارات انفاق وحافلة من طابقين مما زاد من مخاوف قيامهم بهجمات جديدة. وصرحت هيزل بليرز وزيرة الدولة بوزارة الداخلية البريطانية المسؤولة عن الامن بأن الشرطة البريطانية راضية عن استجابة الجمهور لطلبها الخاص بتقديم المعلومات والصور التي التقطتها الات التصوير والهواتف المحمولة. وقالت بليرز لهيئة الاذاعة البريطانية «من الواضح انهم (رجال الشرطة) يحققون تقدما لكن عليهم تتبع كل خيط وهذا النوع من التحقيقات معقد بدرجة لا تصدق.» وأضافت «انه عمل مرهق يتضمن عمليات فرز وتمحيص والبحث عن بصمات وكل هذه الامور وتتبع كل المعلومات التي وصلت اليهم. ولذلك لا نتوقع نتائج فورية في هذا المجال لكنهم يبذلون كل ما بوسعهم.» وكانت أول ضحية كشف عن هويتها رسميا هي سوزان ليفي (53 عاما) وهي ام لطفلين كانت تستقل قطارا في خط بيكاديللي الذي يربط بين ميدان راسل ومحطة كينغز كروس في الذروة الصباحية. وامتدحت سكان لندن على نطاق واسع لرد فعلهم الهادىء المنضبط للهجمات وعودتهم السريعة الى حياتهم المعتادة. وقالت بام براميدج وهي موظفة حكومية انها تعمدت ان تجلس في الطابق الثاني من الخط رقم 30 وهو نفس الخط الذي فجر فيه الطابق الثاني في هجوم يوم الخميس الماضي. وذكرت بام انها غير مندهشة البتة من التحدي الذي ابداه سكان لندن امس والذي تجلى ايضا الاحد خلال الاحتفال بالذكرى الستين لانتهاء الحرب العالمية الثانية. وقالت وهي تستقل الحافلة «هذا ما انتظرته حقا خاصة بعد الاحتفالات . اعتقد ان الروح المعنوية عالية.» ودعت الشرطة البريطانية سكان لندن للعودة الى العمل امس ليثبتوا لمهاجمي تنظيم القاعدة الذين قتلوا 49 في تفجيرات يوم الخميس الماضي انهم لم ينجحوا في ترويع عاصمة بريطانيا واذلالها. وقال آندي تروتر نائب قائد شرطة لندن موجها حديثه الى سكان العاصمة البريطانية «لندن مستعدة لاستئناف العمل. اذا لم تفعلوا ذلك سيكون الارهابيون قد كسبوا وهذا ما لا نريده.» وتطارد الشرطة البريطانية منفذي التفجيرات الذين استهدفوا ثلاثة قطارات انفاق وحافلة ركاب لندنية من طابقين يوم الخميس الماضي وقالت ان الوصول الى نتائج من عمليات التشريح التي يقوم بها خبراء الطب الشرعي هي عملية صعبة وتستغرف وقتا. وواصل اقارب المفقودين خلال الهجمات عمليات بحث يائسة للوصول الى معلومات. وغطيت الحوائط القريبة من محطة كينغز كروس التي شهدت أسوأ الانفجارات بصور المفقودين ونداءات لمن يعرف اي معلومات عنهم. وأقر وزير الداخلية البريطاني تشارلز كلارك بانه من المحتم ان يظل البريطانيون متوترين الى ان يعتقل منفذو الهجمات. وقال كلارك «المهم ان نعثر على الناس الذين ارتكبوا هذه الهجمات. فور حدوث ذلك سيشعر الناس انهم أكثر ثقة في موضع اقدامهم. «خوفنا بالطبع هو من حدوث مزيد من الهجمات الى ان ننجح في تعقب العصابة التي ارتكبت هذه الاعمال الوحشية.» وأرسلت الولاياتالمتحدة خبراء الطب الشرعي في مكتب التحقيقات الاتحادي لمساعدة الشرطة البريطانية في عمليات التشريح وتحليل النتائج المستخلصة من مواقع التفجيرات. وقالت السلطات البريطانية والامريكية ان هجمات لندن تحمل بصمات تنظيم القاعدة الذي يتحمل مسؤولية الهجمات التي وقعت على الولاياتالمتحدة في 11 سبتمبر ايلول عام 2001. وقال مايكل شيرتوف وزير الامن الداخلي الامريكي «أعتقد اننا مازلنا نفترض ان المفجرين طلقاء وبالقطع هذا يزيد من الشعور بالالحاح لمعرفة من فعلها.» ويرى محللو الامن ان المفجرين سيقدمون على هجمات قاتلة اذا حوصروا. وقال دومينيك ارمسترونغ رئيس مركز الابحاث في شركة ايجيس ديفينس سيرفيسيز الامنية «في المستقبل المنظور سيكمنون فالسلطات تبحث عنهم بهمة. «لكن تعليمات العمليات التي يقوم بها الاكثر تطرفا تجبرهم في حالة التعرض لامكانية الاعتقال ان يقتلوا انفسهم ويقتلوا معهم أيضا اكبر عدد من الاعداء. هذا حدث بعد تفجيرات قطارات مدريد (العاصمة الاسبانية) ويمكن ان يحدث في لندن.» وقتل في تفجيرات العاصمة الاسبانية العام الماضي نحو 200. ودعت الشرطة البريطانية التي تسعى للوصول الى مفاتيح تفسر هجمات الخميس ومن وراءها سكان لندن الى ارسال كل الصور التي التقطت بالهواتف المحمولة او الفيديو او الات التصوير الرقمية على المواقع التي اقيمت على الانترنت عن التفجيرات. وقال بيتر كلارك رئيس فرع مكافحة الارهاب في لندن «هذه الصور قد تحوي معلومات حاسمة قد تساعد المحققين في عملية تحقيق معقدة ومؤلمة.» وأبلغ مصدر شرطة رويترز ان المحققين طلبوا من شركات الهواتف المحمولة والانترنت تخزين رسائل البريد الالكتروني الصوتية والمكتوبة ورسائل الهواتف المحمولة التي كانت موجودة في انظمتهم يوم الهجمات. وأعلنت شرطة لندن انها اعتقلت ثلاثة اشخاص بموجب قانون مكافحة الارهاب في مطار هيثرو يوم الاحد وان كانت لا تملك اسبابا للربط بينهم وبين التفجيرات. ثم عادت وافرجت عنهم دون ان توجه لهم اي اتهامات.