أعلن مسؤول أميركي كبير امس، أن كوريا الشمالية وافقت على مناقشة الاقتراح الأميركي بتقديم مساعدة لها في مقابل نزع سلاحها النووي، وذلك خلال المحادثات السداسية المخصصة لبحث الملف النووي الكوري الشمالي المقرر استئنافها نهاية الشهر الجاري. ويعتبر هذا الاقتراح الذي قدم قبل نحو عام، عاملاً أساسياً في نجاح أو فشل المحادثات المقررة في بكين في 25 تموز يوليو الجاري، وتشارك فيها الكوريتان والولاياتالمتحدةواليابانوالصين وروسيا. كما أعلن هذا المسؤول الذي يرافق وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس في جولتها الآسيوية، ان نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي كيم غي غوان ابلغ المفاوض الأميركي الأساس في شأن هذا الملف كريستوفر هيل قبل يومين، أن بيونغيانغ سترد بالتفاصيل على الاقتراح الأميركي. وخلال الجولة الأخيرة من المحادثات، قدمت الولاياتالمتحدة خطة تعطي بيونغيانغ ثلاثة اشهر لإغلاق مؤسساتها النووية في مقابل تقديم مساعدة اقتصادية وضمانات امنية. إلا أن الكوريين الشماليين رفضوا الاقتراح واعتبروا انه يفرض عليهم تقديم الكثير من التنازلات مرة واحدة. وبدوا متحفظين عن الموافقة على تفكيك كامل لمنشآتهم النووية أو السماح بإجراء عمليات تفتيش دولية. واقترحت بيونغيانغ في المقابل مقاربة تدريجية. وأكد مسؤولون أميركيون أن الولاياتالمتحدة مستعدة لإبداء مرونة في شأن اقتراحها لحل مأزق أسلحة كوريا الشمالية النووية، إذا ردّت بيونغيانغ في شكل بنّاء لدى استئناف المحادثات. وبات استئناف المحادثات السداسية المتعثرة اكثر إلحاحاً بعد مخاوف من أن تكون بيونغيانغ عززت قدراتها النووية، ليصبح لديها ثمانية أسلحة نووية أو اكثر، بعدما كانت تمتلك سلاحاً أو سلاحين عند تولي الرئيس جورج بوش منصبه. وبموجب الاقتراح الأميركي إذا وافقت كوريا الشمالية على إنهاء برامجها في مجالي البلوتونيوم واليورانيوم، فإن كوريا الشمالية وحلفاء الولاياتالمتحدة الآخرين سيقدمون مساعدات فورية في مجال الطاقة لهذه الدولة الفقيرة. وسيكون أمام بيونغيانغ ثلاثة اشهر لكشف النقاب عن برامجها، وستقوم الاستخبارات الأميركية بالتحقق من مزاعمها. وبعد ذلك فقط، تقدم اميركا والدول المعنية ضمانات أمنية موقتة ويدخل الجميع في عملية يمكن أن تسفر عن مساعدات أميركية مباشرة وضمان أمني دائم. وانتقلت رايس من الصين إلى تايلاندا حيث عقدت لقاء مع رئيس الوزراء تاكسين شيناواترا. وزارت امس، جزيرة فوكيت التي ضربها مد الأمواج العاتية تسونامي في 26 كانون الأول ديسمبر الماضي. وبعد لقائها شيناواترا، توجهت رايس إلى إقليم فانغ نغا للاطلاع على مشاريع الإغاثة الأميركية في المنطقة المنكوبة. واتجهت رايس بعد تايلاند إلى اليابان، على ان تزور بعد ذلك كوريا الجنوبية. واعتبرت الوزيرة الأميركية أن أعمال العنف في جنوبتايلاندا هي مسالة داخلية على الأرجح لا علاقة لها بالإرهاب الدولي. وقالت:"نعتقد انها مسألة مرتبطة فقط بجنوب البلاد. إنها مسألة داخلية من وجهة نظرنا". وأضافت:"نحن نثق بالتايلانديين للتنبه إلى أي علاقة بالإرهاب الدولي". كما اعلن وزير الخارجية التايلاندي كانتاتي سوفامونغ خون الذي شارك في اللقاءات مع رايس أن أعمال العنف التي أوقعت اكثر من 800 قتيل في جنوبتايلاند منذ عام 2004 هي مسألة محلية. من جهة أخرى، أعلنت رايس أمس، أنها لن تحضر قمة الأمن لرابطة دول جنوب شرقي آسيا آسيان المقررة في لاوس في وقت لاحق من الشهر الجاري، في سابقة هي الأولى من نوعها لوزير خارجية أميركي منذ عام 1982. وتمثل زيارة رايس ليوم واحد إلى تايلاند وهي صديق قديم للولايات المتحدة تعويضاً جزئياً عن الغياب عن الاجتماع. وعللت رايس غيابها إلى"سفر أساس"آخر، مؤكدة أنها ستكون في أفريقيا أثناء الاجتماع الأمني في فينتيان. وأفادت أن نائبها روبرت زوليك سيمثل الولاياتالمتحدة في المؤتمر الذي تحضره أيضاً الصينوكوريا الجنوبية والشمالية واليابان والهند وباكستان والاتحاد الأوروبي. من جهة أخرى، طالبت رايس بالضغط على ميانمار لإطلاق سراح داعية الديموقراطية أونغ سان سو كي وغيرها من المعارضين السياسيين. ورفضت رايس الكشف عما إذا كانت مشاركة ميانمار في مؤتمر آسيان هي السبب في عدم مشاركتها.