نوه الرئيس اللبناني ميشال سليمان بالنتائج التي أسفرت عنها القمة الروحية الإسلامية - المسيحية التي عقدت في دار الفتوى أول من امس. وتمنى سليمان في اتصال تهنئة اجراه بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني له ولجميع رؤساء الطوائف في لبنان «مزيداً من النجاح والتوفيق في مهماتهم الوطنية والدينية وتعزيز روح الوفاق والعيش المشترك والامان والاطمئنان لدى اللبنانيين جميعاً». ورأى نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان، في تصريح «ان القمة الروحية تفتح طريقاً امام المتطلعين لغد أفضل وهي محطة تاريخية للتواصل بين المجالس الدينية، لذلك علينا ان نستغل هذه الظروف الروحية الهادئة وبذل الجهد لتحسين العلاقات بين كل مكونات المجتمع اللبناني فنكون دائماً على تواصل واستعداد لحل النزاعات والإشكالات الضيقة». وأكد قبلان استعداده لأي لقاء فيه تواصل وخير لهذا البلد وشعبه، وقال: «علينا ان نغتنم الفرص لنتعامل في ما بيننا بمحبة وأخوة وتواصل، فالوطن بحاجة الينا لبناء مداميك متينة ننطلق من خلالها لحل العقد والأوهام التي تعترضنا، وعلينا أن نحصن لبنان من المؤامرات الداخلية والخارجية ليبقى هذا الوطن جوهرة نفتخر به ونتعامل مع الناس من خلاله». واعتبر «ان تحركات البطريرك الماروني بشارة الراعي إلى المناطق اللبنانية فيها ايجابيات كبيرة وكثيرة، لذلك علينا ان نستغلها ونستثمرها في بناء لبنان على أساس العيش المشترك فنعمل يداً واحدة من أجل تحصين وطننا وجعله ملاذاً لكل قاصد وكل صاحب حاجة». ورأى «حزب الله» في بيان «ان انعقاد القمة الروحية في دار الفتوى شكل حدثاً مهماً، ورسالة واضحة، وموقفاً جامعاً، عبّر عن ثوابت الرؤية الوطنية في العيش المشترك وحماية لبنان. وقد كانت هذه القمة موفقة بالشكل وبالمضمون». وأضاف: «أما بالشكل، فجمعها لرؤساء الطوائف الروحية كافة، وفي دار الفتوى وما تحمله من دلالات، وفي زمان تجري فيه اضطرابات وتحولات في المنطقة، مصحوبة بتدخلات أميركية وأجنبية جائرة وخادمة للمشروع الإسرائيلي، وبإصدار بيان هو أقرب إلى الوثيقة الوطنية التي تحسم مسار اللبنانيين وتعبر عنهم، كاشفة تلك الشعارات المضرة بلبنان، ومحجمة لها في الداخل اللبناني، ومعطلة لرصيدها الخارجي استثماراً أو استدراجاً للعروض الأجنبية». وتابع: «أما بالمضمون، فعنوانها الوحدة الوطنية، وطريقها التمتين والتفاعل، واعتمادها على الحوار، وإيمانها بتحرير الأرض كواجب، وهي قمة متضامنة في مواجهة محاولات الفتن ورفض كل أنواع التدخلات الأجنبية، ورفض توطين اللاجئين الفلسطينيين تحت أي ذريعة. هذا المضمون هو موقف القمة وقمة الموقف الوطني الجامع الذي يحتاجه اللبنانيون لرسم مسارهم وأدائهم بكل حرية وعزة بعيداً من الوصاية الأجنبية ورفضاً لاستخدام لبنان ساحة للمشروع الإسرائيلي». وأمل ب «أن تعيد صرخة القمة أولئك التائهين والحائرين إلى الطريق الصواب»، موجهاً التحية إلى «أقطاب هذه القمة الروحية على مواقفهم البناءة والضرورية في هذه المرحلة التاريخية المهمة من تاريخ لبنان والمنطقة». ووصف النائب عماد الحوت، بيان القمة الروحية بأنه «متوازن جداً لما يحمله من دعوات تؤكد العيش المشترك في لبنان وأهمية الحوار»، لافتاً الى أن مداخلة البطريرك الراعي التي تسربت الى الإعلام بطريق الخطأ أوضحت عدداً من النقاط، وتمنى «لو أن البطريرك يستمر في تأكيد هذه المعاني في جولاته وتصريحاته قاطعاً الطريق على المصطادين في الماء العكر». ولدى سؤاله عن هواجس لدى المسيحيين والتخويف من الإسلاميين الأصوليين، سأل عن «مواقف المسيحيين في سورية والأقباط في مصر: أين موقعهم مما يجري؟»، مؤكداً أن «الفرصة الوحيدة أمام الوجود المسيحي هي أن ينضموا الى الشعب كي يكونوا جزءاً منه على رغم كل ما يقال من إدعاءات وتخويف وأنا أربأ بالمسيحيين أن يكونوا وقوداً لمعارك الآخرين». وشدد على أن «المسيحيين يطمحون الى ان يكونوا مواطنين كاملي المواطنة».