تستضيف دار الفتوى في الحادية عشرة صباح اليوم القمة الروحية المسيحية - الإسلامية الموسعة بمبادرة من البطريرك الماروني بشارة الراعي وعلى جدول أعمالها، كما علمت «الحياة» من مصادر روحية، احتواء ردود الفعل على المواقف التي أعلنها الراعي خلال زيارته باريس، خصوصاً أنه أكد أمام اللقاء الماروني الموسع الذي عقد في بكركي الجمعة الماضي أن هناك من أساء تفسير ما قاله بسبب اجتزاء بعضه وتحريف بعضه الآخر. ولفتت المصادر الروحية الى ان الأمين العام لهيئة الحوار الإسلامي - المسيحي محمد السماك كلف بإعداد العناوين الرئيسة للبيان الختامي الذي سيصدر عن المجتمعين، وأنه تواصل لهذه الغاية مع المرجعيات الروحية أو من ينوب عنها في الأفكار التي سيتضمنها البيان على قاعدة التمسك بالثوابت الوطنية بدءاً بالتأكيد على العيش المشترك بين اللبنانيين مسلمين ومسيحيين ومروراً بضرورة الالتزام باتفاق الطائف والإحتكام الى المؤسسات الدستورية كحل الخلافات الطارئة وانتهاء بتبديد ما لدى المسيحيين من هواجس على مصيرهم جراء الحراك الذي تشهده المنطقة العربية لا سيما سورية. وأكدت المصادر نفسها أن البيان سيلحظ في فقرة خاصة الهواجس لدى المسيحيين وصولاً الى تأكيد أن لا خوف على مصيرهم أو وجودهم لأنهم جزء من لبنان والوطن العربي، مشيرة الى ضرورة الاعتدال في الخطاب السياسي والى تضافر الجهود لقطع الطريق على من يراهن على إحداث فتنة مذهبية وطائفية. وأوضحت المصادر أن الجهود التي بذلتها القيادات الروحية قادت الى إقناع نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان بضرورة المشاركة شخصياً في القمة الموسعة، بعد أن كان ربط حضوره بعدم صدور بيان ختامي عن المجتمعين. وأكدت أن البيان سيتوقف أمام المكانة الخاصة للبنانيين من مسيحيين ومسلمين في المنطقة العربية إضافة الى أن لبنان كان ولا يزال جزءاً فاعلاً من العالم العربي وأنه باق على ثوابته الوطنية والإسلامية. واضافت أن البيان سيجدد الثقة بمشروع الدولة العادلة الضامنة للجميع وبرفضه توطين الفلسطينيين وتأييده لحق العودة الى ديارهم والاعتراف بالدولة الفلسطينية وبتحريرها للمقدسات المسيحية والإسلامية. لكن لم يعرف حتى مساء أمس ما آلت إليه الجهود في شأن الصيغة المطروحة المتعلقة باحترام لبنان للقرارات الدولية والتزامه بتطبيقها على رغم أن البعض أشار الى أن البحث جار من أجل التوافق على صيغة مرنة لا تشكل إحراجاً لهذا الطرف أو ذاك. على صعيد آخر، علمت «الحياة» من مصادر إسلامية رفيعة بأن لقاء عقد منذ أيام بين مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني ورئيس كتلة «المستقبل» النيابية رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة في حضور الوزير السابق رئيس مجلس الخدمة المدنية القاضي خالد قباني والسماك. وأكدت المصادر ارتياحها الى الأجواء التي سادت اللقاء الذي اتسم بالمصارحة وتبادل الرأي في مجموعة من النقاط التي كانت وراء تعكير العلاقة بين المفتي قباني و «المستقبل»، مشيرة الى أن الحوار سيتواصل وأن منسوب التوتر السياسي بين الطرفين الى انخفاض لأن لا مصلحة لأحد باستمرار الاختلاف بينهما الذي هو في الأساس أمر طارئ ولا بد من العودة بالعلاقة الى مجراها الطبيعي، لا سيما أن الإنسان لا يمكن أن يختلف مع ذاته، كما نقل عن المفتي قباني في اللقاء.