كشفت مصادر إسلامية ل «الحياة» أن البطريرك الماروني بشارة الراعي هو الذي اقترح عقد قمة روحية إسلامية - مارونية، وأنه بادر الى الاتصال بمفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني خلال وجوده في المملكة العربية السعودية وبنائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان وبشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن، مقترحاً أن تعقد في دار الفتوى الثلثاء المقبل. وأكدت المصادر نفسها أن الراعي ارتأى أن تحصر القمة الروحية الإسلامية - المسيحية به شخصياً وبالمرجعيات الروحية في الطوائف الإسلامية. وعزت السبب الى رغبته في احتواء ردود الفعل على مواقفه التي أعلنها خلال وجوده في باريس والمتعلقة بالأحداث الجارية في سورية ومخاوفه من وصول «الإخوان المسلمين» الى السلطة وانعكاسه على وضع المسيحيين في لبنان وسورية. ولفتت الى أن الراعي يتوخى من القمة مع القيادات الإسلامية الروحية توضيح موقفه الذي لقي ردود فعل، أقل ما يقال فيها إنها كانت معترضة على مواقفه من المسلمين السنّة، على رغم أن معظم القيادات أحجمت عن الرد عليه رغبة منها في عدم الدخول معه في سجال. وإذ أكدت المصادر أن تكليف أحد الأمناء العامين لهيئة الحوار الإسلامي - المسيحي الدكتور محمد السماك التحضير لمشروع البيان الختامي الذي سيصدر عن القمة الروحية، نفت في المقابل ما أشيع عن أن الراعي يتطلع الى القمة الروحية على أنها محطة جامعة لتأييد مواقفه من الأحداث التي تشهدها سورية. وتابعت أن ما توافر للقيادات الإسلامية الروحية من معلومات، في شأن مبادرة الراعي الى عقد قمة تجمعه معها، يتنافى مع ما يروّج له البعض من أن بكركي ما زالت على مواقفها من الحراك الجاري في سورية، خصوصاً أن المراسلات للتحضير لهذه القمة تتقاطع حول رغبته في استيعاب المواقف وردود الفعل، على رغم أنه جدّد التأكيد على بعضها في جولته الرعوية في منطقة بعلبك والتي تخللها لقاء جمعه والوكيل الشرعي للسيد علي خامنئي في لبنان القيادي في «حزب الله» الشيخ محمد يزبك. وعلمت «الحياة» من مصادر سياسية أن التحضيرات للزيارة التي سيقوم بها لبكركي مفتي سورية الشيخ محمد حسون قطعت شوطاً كبيراً وأنها تتوقع حصولها قريباً وسيكون له لقاء مع الراعي في حضور عدد من المطارنة الموارنة. وأكدت المصادر عينها أن الراعي تبلّغ أخيراً بموعد زيارة المفتي حسون ولم تستبعد صدور بيان مشترك في نهاية المحادثات التي سيجريها في بكركي.