وحدها العاصمة الفرنسية تعرف كيف تجعل الأسماء "الأجنبية" المبدعة في عالم الموضة الراقية جزءاً لا يتجزأ من الصورة العالمية الأوسع للأزياء الأنيقة، وهي الصورة التي تصرّ باريس على اعتبارها وجهاً آخر لها على رغم العروض المتنوعة في عواصم عالمية مختلفة تحاول ان تماثل الاناقة الباريسية… ولا نقول ان تنافسها. وكانت العروض التي أقيمت أخيراً والخاصة بموسم خريف وشتاء 1998/ 1999 مناسبة للوقوف على الأفكار الجديدة التي حملها عدد من المصممين غير الفرنسيين الى جانب كبار الأسماء الفرنسية المبدعة. وهكذا كان المشاهدون على موعد مع الايطالي جيورجيو ارماني والبريطانيين جون غاليانو وكارل لاغرفيلد الى جانب كبار المصممين الفرنسيين أمثال ايف سان لوران ونينا ريتشي… الخ. ومن المصممين والمصممات الذين تركوا بصماتهم في العروض الباريسية الأخيرة: كارل لاغرفيلد، لوي، جنكو كوشينو، اينيس دي لا فريسان، هاناي موري، جيورجي ارماني، اونغارو، ايساي مياكي، ايف سان لوران، نينا ريتشي، سونيا ريكيال، لوليتا لمبيكا، فيرونيك لوروا، كلود مونتانا، باكو رابان، البير الباز… وغيرهم الكثير الذين سيتركون بصمات مؤثرة في اتجاهات الموضة العالمية خلال الأشهر القليلة المقبل. وكنا في الأسابيع الماضية تناولنا أعمال عدد من المصممين والمصممات الذين تميزوا في بعض الأفكار الجديدة. واليومن نستعرض أفكار كارل لاغرفيلد الذي يصمم لدار شانيل، وكذلك تصاميم كل من لوي وجنكو كوشينو واينيس دي لا فريسان وهاناي موري الذين يقدمون خطوطهم باستقلالية ما يعطيهم مجالاً أوسع للتجريب بحرية. حرص لاغرفيلد على اعطاء "أنثاه" المظهر النسائي الحالم الذي يعود في بعض تفاصيله الى فترة الثلاثينات من هذا القرن عندما كانت المرأة محاطة بالسحر الغامض من دون ان تفقد أياً من اطلالتها الانثوية ذات الدلال الخفي البعيد كل البعد عن الاثارة الصاخبة التي ميزت أزياء الستينات والى حد ما أزياء الثمانينات لاحقاً. وتميزت تصاميم لاغرفيلد الجديدة، تماماً مثل معظم المصممين والمصممات الذين عرضوا في باريس، بالطول والحشمة. فالفساتين والتنانير تصل الى حافة القدم، والاكمام طويلة وفتحات العنق مغلقة او تجمعها ربطة عنق ذات لمسة نسائية. كما تأكد وجود الجاكيتات والسترات التي زينت أطرافها بالزخارف الدقيقة. ومن جهة أخرى، حرص المصمم الياباني كوشينو على استيحاء أفكاره من ملابس الغيشا التقليدية. بينما عمدت هاناي مورو الى استخدام الأقمشة المطبوعة بنقوش وردية ذات ألوان دافئة، وفي الوقت نفسه كانت فساتينها طويلة لكن من دون اكمام مع التركيز على المعاطف التي تعطي الدفء اللازم. ولوحظ في هذه التصاميم عودة استخدام الفرو، الطبيعي الى حد ما، ولكن بصورة محدودة عند أطراف الاكمام وعلى الرقبة.