جون غاليانو اسم على خريطة الموضة العالمية، وواحد من أبرز المحافظين على خط كريستيان ديور واسمه منذ رحيل هذا الأخير عام 1957. تصاميمه بأفكارها المتجددة كل موسم لم تترك المجال لمتتبعي عالم الموضة أن يشعروا بغياب كريستيان ديور. استطاع غاليانو الحفاظ على الخطوط العريضة لتصاميم ديور وتطويرها على مرّ الأيام. وعلى رغم وجود العديد من الأسماء المعروفة تحت سقف دار ديور للأزياء من أمثال إيف سان ديور وجيانفرانكو فري، إن غاليانو عوّد العالم على إعادة إحياء تصاميم ديور في كل مرة مع إضافة لمساته الخاصة على هذه التصاميم ومن أبرزها تلك السترة التي تتميز بقصتها الضيقة وتظهر مفاتن الجسد وقوامه والتي أوكل عرضها لرايلي كيوف حفيدة الفيس بريسلي عام 2004 ونالت ضجة كبيرة في اوساط عالم الموضة لأنها مستوحاة من مجموعة"تايور بار"في عام 1947. وفاء غاليانو لدار ديور وصل هذا العام الى قمته، إذ يصادف عام 2005 الذكرى المئوية لولادة كريستيان، وفي ظل الأجواء الاحتفالية التي عمت فرنسا وفاء ل"رجل العصر". وعلى غرار تصاميمه المميزة جاءت تحية الوفاء لكرستيان ديور من غاليانو على مستوى تميزه، في أسبوع الموضة في باريس لخريف- شتاء 2005-2006. صوت الموسيقى والراوي أعلنا بدء عرض مجموعة غاليانو الجديدة، التي تحولت عرضاً مسرحياً يجسد حياة المصمم الراحل في الذكرى المئة لولادته. تنوعت التصاميم راوية مراحل حياة"مبدع العصر"، فبدت كأنها فصول من"المسرحية"، المشهد الأول: كريستيان ديور الطفل مع والدته في فستانها الأنيق من الطراز الإدواردي. يليه مشهد صناعة فستان بخياطة راقية، ثم اللوك الجديد المفعم بالانوثة الذي اطلقه ديور عام 1947 وصولاً الى تصاميمه الشهيرة لكبار نجمات هوليوود ومبتدئات الباليه. مجموعة غاليانو التي عرضت في ديكور صوّر حديقة قصر قديم مهجور، ذات ليلة شتاء. تمايلت العارضات بين اشجار وثريات غطّتها شبكات العنكبوت، وغابت خشبة المسرح لتحل مكانها طريق من الحصى، تمثل طريق العارضات الى ماضي دار ديور المجيد. وتنوعت الالوان بين متناسبة مع جو العرض الداكن، والوان باهرة في وسط الشحوب المحيط بالعارضات. ركز غاليانو، في مجموعته، على ابراز الوركين لدى المرأة من خلال استخدام ال"كورسيه"مشد بلون البشرة، تحت احتفالية الأقمشة الغنية والتطريزات الدقيقة والالوان الفرحة في لوحة ناطقة بكلاسيكية حديثة لا تخلو من جنون ابداعي ميّز غاليانو. وصف غاليانو، الذي وصل لالقاء التحية على الجمهور في عربة الخيل التي اقلّت العارضات، مجموعته بأنها"تبرز اكثر، مواهب كريستيان ديور في بناء الفستان وتزيينه، كما حفظها لنا في اعمالهم رسامون ومصورون كبار". اختلف المكياج بين عارضة وأخرى، ولم يظهر الوجه الواحد الذي يرسم خطوط المجموعة بل تنوّع بين كلاسيكي راق ولوحة تحمل في طيّاتها العديد من الألوان التي تتناسب مع الفساتين الزاهرة. وبدت عروس غاليانو كفراشة بيضاء تطير في إرجاء القصر المهجور لتضيف حياة عليه. استطاع غاليانو في مجموعته، إظهار قدرته الإبداعية على اللعب بالقصات والأقمشة ومزج الألوان والاقمشة كافة. وجاءت القبعات بمختلف قياساتها لتكرس رقي أزياء المجموعة التي ادخلت الحياة على القصر وحولت خيوط العنكبوت الى خيوط تتلألأ تحت وطأة الألوان الزاهية.