قضت محكمة مختصة في طرابلس أمس ببراءة أعضاء فريق التحقيق الذي تولى استجواب الممرضات البلغاريات الخمس والطبيب الفلسطيني الذين قضت محكمة جنايات بنغازي بإعدامهم بعد إدانتهم بحقن حوالي 400 طفل ليبي بالفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسبة الإيدز خلال ترددهم على مستشفى للأطفال في بنغازي. واتهمت الممرضات البلغاريات المحققين الليبيين بتعذيبهن لانتزاع اعترافات منهن في القضية موضوع التحقيق، ورفعن دعوى ضدهم أمام المحكمة التي قضت أمس - بعد أكثر من جلسة - ببراءتهم من التهم المنسوبة اليهم. ومثل أمام المحكمة أمس ثلاثة من المتهمين هم العميد حرب عامر دربال والمقدم جمعة المشري والمقدم أسامة شعبان عويدان. ولدى نطق رئيس محكمة الاستئناف القاضي عبدالله عون الحكم ببراءة تسعة ضباط وطبيب ضابط من تهمة التعذيب، عبّر المتهمون وأهاليهم الذين حضروا الجلسة عن سعادتهم وأوضحوا أن الحكم يؤكد نزاهة القضاء في ليبيا وعدالته. وأوضح المقدم جمعة المشري في تصريحات الى الصحافة أن كل التحقيقات التي أجراها وأعضاء فريق التحقيق مع الممرضات البلغاريات والطبيب الفلسطيني كانت وفق القانون ولم ترتكب ضدهم أي تجاوزات لانتزاع اعترافات منهم. وطالب المشري بتطبيق الحكم الصادر عن محكمة جنايات بنغازي في هذه القضية، مشيراً إلى ان المتهمين اعترفوا بجريمتهم التي تسببت في مأساة انسانية لاكثر من 400 طفل وعائلاتهم. وقال المشري لوكالة فرانس برس:"كنا دائماً متأكدين من براءتنا والحكم اليوم كان عنوان الحقيقة". واضاف:"لا يوجد تعذيب في ليبيا والغرب يدفع هذه القضية الى اتجاه سياسي بينما نحن تركناها للقضاء العادل والنزيه". وتعليقاً على الحكم قال محامي الممرضات البلغاريات عثمان البيزنطي"هذا رأي المحكمة وحسب رؤيتها للأدلة التي أمامها". من جهته اشاد عبدالله المغربي، محامي المتهمين، بالحكم وقال:"نحن راضون"، مشيراً الى امكان ان يطالب موكلوه بالتعويض من البلغاريات. وفي صوفيا أ ف ب، شككت الحكومة البلغارية أمس بالقضاء الليبي بعد تبرئة المحققين مع الممرضات. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية البلغارية غيرغانا غرانتشاروفا في تصريح صحافي ان"قراراً من هذا النوع يلقي بظلال قوية من الشك حول عمل النظام القضائي الليبي". وفي باريس ا ف ب، أكدت منظمة"مراسلون بلا حدود"مساء الاثنين ان الصحافي الليبي ضيف الغزال الذي اختفى في 21 ايار مايو وعثر على جثته الخميس في ضواحي بنغازي شرق ليبيا، عُذّب حتى الموت. وأضافت ان"تقرير الطبيب الشرعي تحدث عن اثار للتعذيب"جعلت من"الصعب جداً"التحقق من هوية الجثة، وان "معظم اصابع الصحافي قطعت وان جثته مثخنة بجروح بسكين وبرضوض عدة". ونفت السلطات الليبية الاثنين أي علاقة لأجهزة الأمن بالاغتيال.