رفضت"حركة المقاومة الاسلامية"حماس امس دعوة وزير الخارجية البريطاني جاك سترو اليها للتخلي عن ميثاقها الذي قال انه يدعو الى تدمير اسرائيل ونبذ العنف كأداة مشروعة، فيما اعلنت الادارة الاميركية ترحيبها بمشاركة"حماس"في الانتخابات بشرط"نبذ العنف"لكن من دون اشتراط نزع سلاحها قبل مشاركتها في الانتخابات. وفي غضون ذلك، تصاعدت حدة التوتر في الاراضي الفلسطينية المحتلة في اعقاب مقتل خمسة اشخاص من بينهم قيادي في الجناح المسلح ل"حركة الجهاد الاسلامي"حاصره جنود الاحتلال وقتلوه في منزل في بلدة قباطية قرب جنين شمال الضفة الغربية كما قتلوا فلسطينياً آخر في البلدة اعزل من السلاح. راجع ص 7 وقال مسؤول بارز في البيت الابيض ل"الحياة"امس ان قرار واشنطن تعديل موقفها من حركة"حماس"في الاراضي الفلسطينية و"حزب الله"في لبنان"يعكس رغبة في تشجيع مشاركة كل القوى السياسية في لبنان والاراضي الفلسطينية في العملية الديموقراطية، بشرط عدم استخدامها السلاح لتحقيق اهداف سياسية". واشار الى ان رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي التقى الرئيس جورج بوش امس اكد لواشنطن ان لندن وشركاءها في الاتحاد الاوروبي نجحوا في اقناع"حماس"بالتخلي عن العنف في مقابل الاعتراف بها كتنظيم سياسي مشروع بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، فيما تتواصل المشاورات لضمان انخراط حزب الله في العملية السياسية. وقال المسؤول البارز في البيت الابيض ان اقناع كل من"حماس"والفصائل الفلسطينية المتشددة بالتخلي عن السلاح"يتطلب تعاوناً اسرائيلياً"من خلال التزامها تطبيق خريطة الطريق لتسوية نهائية، وانهاء الاحتلال الاسرائيلي لمزارع شبعا بعد حسم المسائل المتعلقة بملكيتها". واكد ان المحادثات الاميركية - البريطانية تتناول سبل دعم حكومة الرئيس الفلسطيني محمود عباس وضمان عدم تقويض سلطته من جانب الفصائل المتشددة. واعتبر ان الرئيس الاميركي يتمسك بالمواقف التي اعلنها خلال لقائه الصحافي المشترك مع الرئيس الفلسطيني في ما يخص ضرورة التزام خريطة الطريق وصولاً الى انهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية وتحقيق تسوية نهائية. وكان الشيخ حسن يوسف احد قادة الحركة قال ل"الحياة"أمس تعقيباً على تصريحات وزير الخارجية البريطاني ان"حماس ليست بحاجة الى شهادة حسن سلوك ولسنا بحاجة الى رضا بريطانيا او غيرها. نحن نقوم بواجبنا المبدئي والاخلاقي في مقاومة الاحتلال". وقال ان الحركة"موجودة على الارض، وعلى كل الاطراف ان تحترم ارادة الشعب الفلسطيني الذي يعطيها هذا الحجم من التأييد"، في اشارة الى نتائج الانتخابات البلدية التي جرت أخيراً في الضفة الغربية قطاع غزة وكان الوزير سترو الذي بدأ امس زيارة لاسرائيل والاراضي الفلسطينية المحتلة دافع عن لقاء ديبلوماسيين بريطانيين مع اشخاص ينتمون الى"حماس"فازوا في الانتخابات البلدية بصفتهم منتخبين لكنه شدد على ان بريطانيا"لا تتعامل مع قادة حماس ولن تتعامل معهم قبل ان ينفذوا أمرين رئيسيين هما التخلي عن ميثاقهم الذي يلزمهم بتدمير اسرائيل والتخلي عن العنف كأداة مشروعة" وكان نائب مساعد الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط سكوت كاربنتر اكد في تصريح ل"الحياة"أن الادارة الأميركية ترحب بمشاركة"حماس"في الانتخابات الفلسطينية،"بشرط نبذ العنف والتخلي عن سلاحها"، وشدد على أن"ليس هناك تغيير في الموقف الأميركي"رغم التقارير الأخيرة حول"انفتاح أكبر"من البيت الأبيض نحو"حماس"واحتمال بدء حوار بين الطرفين. ويتوقع أن تكون المسألة قد بحثت خلال اجتماع الرئيس جورج بوش برئيس الوزراء البريطاني توني بلير. ولم يحدد كاربنتر جدولاً زمنياً لنزع السلاح، كما لم يعتبره شرطاً مسبقاً للدخول في العملية الانتخابية، بل أكد أن"الساحة السياسية مفتوحة للجميع"، وأن"الولاياتالمتحدة ترحب بأي طرف منتخب ديموقراطياً ويدين العنف". وأدت الغارة الاسرائيلية على قباطية الى صدور دعوات فلسطينية الى انهاء فترة"التهدئة". وكانت"كتائب القسام"الجناح العسكري ل"حماس"أطلقت خمسة صواريخ على بلدة"سديروت"داخل الخط الاخضر رداً على دخول متطرفين يهود الى ساحة الحرم القدسي اول من امس. وبعدما قتل جنود الاحتلال الاسرائيلي شاباً دخل الاراضي الفلسطينية قرب رفح من مصر في ما يبدو، قصفت"سرايا القدس"، الجناح العسكري ل"الجهاد الاسلامي"، في رد على التوغل الاسرائيلي في قباطية، مستوطنة"غانيه طال"في قطاع غزة باربعة صواريخ محلية الصنع ما أدى الى مقتل عاملين احدهما فلسطيني والآخر صيني.