أكدت مصادر مطلعة في اللجنة الدستورية في الجمعية الوطنية البرلمان العراقية وجود خلافات بين كتلتي"الائتلاف"الشيعي والأكراد حول صيغة الفيديرالية التي يطالب الأكراد بإقرارها في الدستور العراقي. وأشارت المصادر الى انقسامات في الرأي بين اعضاء"الائتلاف"على موضوع الفيديرالية، وان بعضهم يرى ان النظام الفيديرالي يهدد وحدة العراق، و"تستفزه"الصيغة الكردية المعروضة على اللجنة، إذ يعتبرها خطوة باتجاه"مخطط انفصالي"، فيما يرى فريق آخر داخل"الائتلاف"الفيديرالية أمراً واقعاً ومفروضاً على القوى العراقية، من خلال الاتفاقات التي أبرمتها قبل سقوط نظام صدام حسين. النائب شروان الوائلي، عضو لجنة صوغ الدستور والذي ينتمي الى"الائتلاف"قال ل"الحياة"ان"مسألة الفيديرالية لا بد منها"، واصفاً إياها بأنها النظام"الأمثل"، ومشدداً على ضرورة ان تكون"إدارية"بعيداً عن العرقية والطائفية والجغرافية. وزاد ان المشروع الكردي المقدم الى اللجنة البرلمانية"كونفيديرالي"يمكن ان يكون"خطوة أولى على طريق الانفصال". ولم يستبعد احتمال ان يؤدي الإصرار الكردي على المشروع الى"مشاكل ومعوقات"داخل اللجنة الدستورية، مؤكداً وجود معارضة له، وانه أثار"تداعيات كثيرة داخل اللجنة، ما يجعل مهمتها صعبة". في المقابل، لم يستبعد عبدالسلام الكبيسي، عضو"هيئة علماء المسلمين"تمرير المشروع الكردي"المفروض"على القوى العراقية، مشيراً الى"المركز القوي الذي يتمتع به الأكراد الآن". وقال ل"الحياة"ان "القوى العراقية اتفقت ووقعت، واعطت الوعود للأميركيين، وحان الوقت لتنفيذها مكرهين". واتهم الأميركيين ب"خلق تداخلات مذهبية وايديولوجية"هدفها"إثارة الفتنة ونشر الفوضى في البلد، وهم انشأوا واجهات باسم الشرعية لتحقيق السيطرة على مقدرات العراق، وضمان استمرار وجودهم على أرضه". ولفت الكبيسي الى ان"هيئة علماء المسلمين"ونقابة المحامين العراقية أوشكتا على الانتهاء من إعداد مسودة دستور"اعتمدت ثوابت تؤمن بها غالبية العراقيين، منها عروبة العراق، واسلاميته ووحدته أرضاً وشعباً، اضافة الى ضمان حقوق الجميع في المجتمع، وضمان عدم اصدار اي تشريع يتعارض والدين الاسلامي". في الوقت ذاته، اتهم"المؤتمر التأسيسي العراقي"الولاياتالمتحدة ب"ممارسة ضغوط"على لجنة صوغ الدستور لاقرار المشروع الكردي، في اطار"مؤامرة تستهدف النيل من وحدة العراق". وقال ل"الحياة"الشيخ علي الجبوري الناطق باسم المؤتمر، ان"المشروع الكونفيديرالي سبق اعداده ضمن خطة اميركية اسرائيلية للسيطرة على المنطقة العربية". وأكد ل"الحياة"بدرخان السندي العضو القيادي في الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني ان"الأكراد لن يسمحوا بحل البيشمركة كونها تمثل قاعدة دفاعية عملت لخدمة الشعب الكردي منذ تأسيسها عام 1961"، لكنه لفت الى"دمج تدريجي بين البيشمركة والجيش، تدعمه تفاهمات أولية بين الزعماء الأكراد والحكومة العراقية، تقضي باعتبار البيشمركة جزءاً من القوات المسلحة العراقية، وتكليفها بعض المهمات مثل حراسة الغابات والحدود وحماية اقليم كردستان". وزاد ان"ضم البيشمركة الى الجيش العراقي يغلق ابواب الشكوك في نيات الأكراد"، معتبراً الخطوة"ضمانة للشعب الكردي". وسئل هل تسمح القيادات الكردية للجيش العراقي بالانتشار في منطقة كردستان، فأجاب:"لا حاجة الى دخول الجيش العراقي اقليم كردستان، لكننا لن نمانع في طلب المساعدة في حال تعرضنا لاعتداء خارجي".