واصل الجيش الأميركي عملياته العسكرية في الأنبار أمس، معلناً مقتل"8 متمردين"، وأعلن تنظيم"القاعدة في بلاد الرافدين"بزعامة أبي مصعب الزرقاوي أسر اثنين من جنوده. وأكد ناطق باسم الزعيم الشيعي مقتدى الصدر ان"جيش المهدي"حرر شقيق وزير الداخلية بيان باقر صولاغ. في غضون ذلك، أكد قائد القيادة المركزية الجنرال جون أبي زيد ان"وضع المتمردين جيد الآن"وأن عددهم يناهز ال20 ألفاً ومعظمهم عراقيون، معتبراً مشاركة السنّة في الاستفتاء على الدستور"مفتاح أساسي"للانتصار عليهم في العراق. ومعرباً عن مخاوفه من انزلاق العراق الى حرب أهلية. في بغداد، بدت الوساطة الأميركية لاجراء تعديلات على الدستور"غير فعالة"، اذ وافقت كتلة"الائتلاف"الشيعية وكتلة"التحالف"الكردستانية على ثلاثة تعديلات من أصل ستة تقدم بها السفير الأميركي في بغداد زلماي خليل زاد. ووصفت القوى السنية هذه المبادرة بأنها"تلميع"للدستور وليست"تعديلاً". وقال أبي زيد في حديث الى شبكة"ان بي سي"ان عدد المتمردين يناهز ال20 ألف عنصر معظمهم عراقيون، مشدداً على وجود"مقاتلين أجانب أكثر تطرفاً وعنفاً في صفوفهم، من ليبيا وتونس ودول أخرى في شمال افريقيا"، وحمل هؤلاء مسؤولية بعض العمليات الانتحارية ضد المدنيين. وتوقع حرباً طويلة ضد الارهاب ومكافحة التطرف في المنطقة، وأكد ان دور الولاياتالمتحدة هو"في تأمين استقرار العراق وافغانستان، ومساعدة المملكة العربية السعودية وباكستان في محاربة التطرف". ولم يستبعد إمكان انزلاق العراق الى حرب أهلية بين الطوائف. وأكد ان الانسحاب الأميركي"محتمل، وبأعداد تدريجية فور جهوزية القوات العراقية". وكان قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال جورج كايسي استبعد أي انسحاب العام المقبل، معتبراً أن قوات الأمن العراقية تحتاج"الى سنوات"قبل تمكنها من الإمساك بالوضع. وشدد أبي زيد على أهمية الاستفتاء على الدستور في نجاح المرحلة الانتقالية، معتبراً موافقة السنة على الصيغة المطروحة ضرورية لنجاح المرحلة المقبلة. وأكدت مصادر في الخارجية الأميركية ل"الحياة"ان مشاركة السنة في العملية الدستورية أساسية لكبح التدخل الايراني. ونفى ناطق باسم الجيش الأميركي أمس خطف جنديين من جنوده، كان تنظيم الزرقاوي أعلن انه أسرهما، مهدداً بقتلهما خلال 24 ساعة، لغطلاق السجينات من"أهل السنة". الدستور في بغداد، أعلنت كتلة"الائتلاف"الشيعية موافقتها على ثلاثة من أصل ستة تعديلات على مسودة الدستور تقدم بها السفير زاد، وعدت القوى المغيبية عن الانتخابات السنة الوساطة لإجراء هذه التعديلات"غير فعالة والهدف منها تقديم حلول شكلية لمشكلة جوهرية في المسودة وتمريرها عبر تلميع بعض بنودها وليس تعديلها للتقليل من حدة الانتقادات التي يمكن ان تطاول الرئيس جورج بوش". وقال عضو المكتب السياسي ل"الحزب الاسلامي"اياد السامرائي ل"الحياة"ان"المفاوضات تجري حول أمور ثانوية وهناك محاولات لتمييع الأمور وتسويفها". موضحاً ان"الشارع السني يرفض مسودة الدستور بصيغتها الحالية لأنها مشروع لتفتيت العراق وتمنح الحق لمحافظة أو أكثر من المحافظات بتشكيل اقليم، وهذا يمثل مشكلة في ظل تقارير عن تغييرات ديموغرافية واسعة النطاق في هذه المحافظة أو تلك، فضلاً عن الغموض الذي يحيط بالصلاحيات المشتركة بين الحكومة الاتحادية وحكومات الاقاليم وضعف صلاحيات المحكمة الدستورية". وأكد ان"الوساطة الاميركية غير فاعلة"، مشيراً الى ان الاميركيين"يريدون ان يمرروا مسودة الدستور بأي شكل من الأشكال، وهم يضغطون على اي طرف يقف في وجه هذه العملية ولا ينظرون الى الدستور كمشروع للمستقبل، بل هو مشروع يجنب بوش المزيد من الانتقادات"، وشدد على انهم"يقدمون حلولاً شكلية لا تغير في جوهر النقاط الأساسية موضع الخلاف". الى ذلك، أعلنت كتلة"الائتلاف"موافقتها على ثلاثة من أصل ستة من التعديلات التي تقدم بها السفير زاد، واكد شيروان الوائلي عضو اللجنة السباعية عضو لجنة صوغ الدستور ل"الحياة"ان التعديلات التي تمت الموافقة عليها هي تلك التي تقول ان العراق جزء من الأمة العربية وهو وحدة واحدة لا تتجزأ. وقانون الجنسية الذي تقرر ان يظل وفق صيغته الحالية، بالإضافة الى اعتبار العربية لغة رسمية في كردستان الى جانب اللغة الكردية". واشار الوائلي الى ان النص الذي تقدم به السنة العرب عبر السفير الاميركي حول موضوع الفيديرالية"كان مبهماً ولم نوافق عليه". من جانبها، أحجمت كتلة"التحالف الكردستاني"عن اعلان موقفها النهائي من التعديلات التي طرحها السفير الاميركي، وتوقع عضو الكتلة فرج الحيدري ان لا يختلف موقفها كثيراً عن موقف"الائتلاف".