قناة "المجد" السبب الرئيس في كوني وجهاً معروفاً على المستوى المحلي، وربما العربي أيضاً"، هذا رأي المذيع السعودي في قناة"المجد"الفضائية، محمد الدخيني. بالطبع شهادته في القناة ستكون مجروحة، لكنه يقول لپ"الحياة":"تجربة المجد فريدة ومميزة ومختلفة نظراً إلى القنوات الأخرى في ظل إمكاناتها وحدودها". ربما لم يسمع كثيرون من العرب عن هذه القناة. لكن ذلك لا ينفي شهرتها، خصوصاً بعدما ثبت أن مذيعها محمد شظاف أحد منفذي تفجيرات 12 أيار مايو الإرهابية في الرياض - بعيداً من كونه متعاوناً مع القناة أو موظفاً رسمياً، وبعدما تناقلت بعض القنوات الأجنبية، تصريحات لأحد المشايخ على القناة نفسها في شأن كارثة"تسونامي"... بدأت قناة المجد بثها الرسمي في 2 أيار 2003، أي قبل عشرة أيام من التفجيرات. وهي أولى القنوات التابعة لشركة"المجد"للبث الفضائي المحدودة، ومقرها مدينة دبي للإعلام في الإمارات العربية المتحدة. ومن وجهة نظر القائمين عليها فپ"جاءت القناة استجابةً لحاجةٍ ملحّة لدى مشاهدين كثر، وهم يتطلعون إلى صناعة تلفزيونية نقية، ذات محتوى متنوع ومميز"! بحسب موقعهم الرسمي في شبكة الإنترنت. وهي برأيهم - أي القائمين عليها،"وسيلة ناجحة للإعلان، إذ أصبحت إحدى الوسائل الإعلامية المعتمدة لدى كثير من وكالات الإعلان، واستقطبت معلنين في فترة قياسية". ولعل القائمين عليها يعتبرون المعلنين في القناة"مصدر اعتزاز، وهي تزداد يوماً بعد يوم". وربما كان ذلك الكلام عن الإعلان منطقياً، ما دام يعتبر اليوم المُقَيّم ومصدر ربح أي قناة فضائية لا تحظى بدعم رسمي أو غيره. القائمون على هذه القناة لم يقفوا عندها، بل سعوا إلى تأسيس باقة من القنوات العامة والمتخصصة، بدأت خطواتها الأولى بقناة"المجد"للأطفال في 23 كانون الثاني يناير 2004، والتي يشاهدها مشتركو نظام استقبال"المجد"فقط. ونظام الاستقبال هذا يكلف المشترك 1800 ريال سعودي 533 دولاراً لثلاث سنوات، يضمن من خلاله المشترك عدم دخول أي قناة فضائية إلى منزله غير قناة"المجد"العامة وقناة الأطفال والقناة العلمية وقناة القرآن الكريم والوثائقية. وكانت القناة باعت أكثر من 100 ألف جهاز استقبال خاص بها في السعودية - بحسب قسم الاشتراكات، ما يعني 100 ألف منزل على الأقل، يحبذ أهلها عدم دخول القنوات الفضائية الأخرى إليه. وبغض النظر عما إذا كان المشاهد لا يستطيع رؤية مذيعة أو امرأة في هذه القناة، فتظل مثل غيرها من القنوات LBC أو MBC... من جهة إقبال المعلنين عليها ما دام هناك مشاهدون. فالمهم عند المعلن تسويق المنتج، خصوصاً إذا كان هذا الأخير لا يتعارض مع فكرٍ أو توجه بعينه. اصرار القناة على معارضة ظهور المرأة على الشاشة الصغيرة، حتى لو كانت المرأة محجبة، ربما كان أمراً منطقياً، فهي ستخسر شريحة كبيرة في حال ظهرت امرأة فيها. وذلك ينطبق على الموسيقى أيضاً. فالحجاب والموسيقى أمران لا يمكن مناقشة حرمتهما عند معظم مشاهدي هذه القناة. وعلى رغم أنها تعتبر أكثر القنوات"تشدداً"مقارنة بنظيراتها الدينية"المنار"و"الفجر"، فإنها تظل صاحبة التجربة الأكثر تعقّداً ومحدودية بعيداً من مضمون ما تبث من أفكار. وربما كان ذلك كله يقود إلى تساؤل، ألا يمكن هذه القناة أن تتطور من دون موسيقى وامرأة ومن دون ما يمكن دخوله تحت مظلة"الإفساد"و"الحرام"؟ عل أي حال، ربما كانت قناة"المجد"أكثر القنوات العربية حاجة إلى الإمكانات المتطورة على صعد عدة كالتصوير والتقنية نفسها، وربما كان العاملون فيها في حاجة أكبر من غيرهم إلى دورات مكثفة. ذلك أن"المجد"لا تملك كثيراً مما تستطيع تقديمه"نظيراتها"من القنوات الفضائية الأخرى، بغض النظر عن أن مشاهدي القناة يختلفون فكرياً وأيديولوجياً واجتماعياً عن مشاهدي القنوات الأخرى. وربما كانت إجابة تساؤل مثل: هل ترغب"المجد"في استقطاب معارضيها، أو المشاهدين الذين لا يعترفون بها كقناة فضائية، تشير إلى الهدف الأساس من إنشاء القناة. لكنّ الواضح حتى الآن، أن"المجد"لا تكترث إلا بشريحة معينة تُوليهم جل اهتمامها. ولعلها تخشى من برنامج أو فكرة قد تعارضها هذه الشريحة أو تؤلبها على القناة. كل ذلك يمكن أن يشير إلى أن"المجد"أيضاً تبحث عما يرضي جمهورها فقط.